قرر الرئيس البولندي التوقيع على مشروع قانون من شأنه أن يضع قيودًا على قدرة اليهود على رفع دعاوى قضائية لـ”استعادة الممتلكات” التي استولى عليها الألمان بعد الحرب، مما أثار غضب الكيان الإسرائيلي، الذي وصف القانون بأنه “معاد للسامية”.
وقال أندريه دودا في بيان: “اتخذت قرارا اليوم بشأن القانون الذي كان في الأشهر الأخيرة موضوع نقاش حاد وصاخب في الداخل والخارج.”
وأضاف “بعد تحليل معمق، قررت التوقيع على التعديل”.
وقبل الحرب العالمية الثانية، كانت بولندا موطنًا لواحدة من أكبر المجتمعات اليهودية في العالم، ولكن النازيين قتلوا عددًا كبيرًا منهم، فيما كان أحفادهم يقدمون دعاوى قضائية من أجل التعويض.
وحتى الآن، يمكن للمغتربين اليهود أو أحفادهم تقديم مطالبة تفيد بالاستيلاء على ممتلكات بشكل غير قانوني والمطالبة بإعادتها، لكن المسؤولين البولنديين جادلوا بأن هذا يسبب حالة من عدم اليقين بشأن ملكية العقارات.
وفي عام 2015، قضت المحكمة الدستورية البولندية بضرورة وجود مواعيد نهائية محددة لا يمكن بعدها الطعن في القرارات الإدارية بشأن سندات الملكية.
واعتمد البرلمان البولندي تغييرات على القانون في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ويضع مشروع القانون حدًا لمدة 30 عامًا لمطالبات الاسترداد.
وتزداد قضية حقوق الملكية اليهودية في بولندا تعقيدًا لأنها، على عكس دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، لم تنشئ صندوقًا لتقديم تعويضات للأشخاص الذين تمت مصادرة ممتلكاتهم.
وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد القرار وأمر القائم بالأعمال في وارسو بالعودة.
وقال لبيد في بيان: “وافقت بولندا، ليس للمرة الأولى، على قانون غير أخلاقي ومعاد للسامية”.
وأضاف “أصدرت هذا المساء (أمس) تعليمات للقائم بالأعمال في سفارتنا في وارسو بالعودة على الفور إلى إسرائيل للتشاور لفترة غير محددة”.
وأشار إلى أن “السفير الإسرائيلي الجديد في بولندا، الذي كان من المقرر أن يغادر إلى وارسو، سيبقى في إسرائيل في الوقت الحالي”.
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت القانون ووصفه بأنه “مخز” وقال إنه يظهر “ازدراء مشين لذكرى المحرقة”.
وأضاف في بيان “هذا إجراء خطير لا يمكن لإسرائيل أن تظل غير مبالية به”.
وقال لبيد إن وزارة الخارجية ستوصي المبعوث البولندي إلى الكيان، الذي يقضي إجازة حاليا، “بمواصلة إجازته في بلاده”.
وأضاف “يجب أن يستغل الوقت المتاح ليشرح للبولنديين معنى الهولوكوست للإسرائيليين”.
وانضمت الولايات المتحدة إلى الكيان في معارضتها للتشريع، وقال لبيد إن “تل أبيب” تجري محادثات مع الأمريكيين بشأن المزيد من الإجراءات.
وقُتل ستة ملايين بولندي، نصفهم من اليهود، خلال الحرب العالمية الثانية في بولندا.
وبعد الحرب، أممت السلطات الشيوعية أعدادًا كبيرة من الممتلكات التي تُركت فارغة لأن أصحابها قُتلوا أو فروا.
ويغطي القانون المطالبين اليهود وغير اليهود بالأملاك.