تلقت جهود الضغط التي تمارسها السعودية في الولايات المتحدة ضربة قوية بعد أن سجل الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية المؤثرة في مجلس النواب، العضو الجمهوري في الكونجرس إد رويس، اسمه كوكيل أجنبي للرياض.
ويتمتع رويس بنحو ثلاثة عقود من الخبرة في واشنطن بعد أن عمل كعضو في الكونغرس لإحدى مقاطعات كاليفورنيا من 1993 إلى 2019.
كما عمل الرجل البالغ من العمر 69 عامًا كرئيس للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، خلال السنوات الست الأخيرة من ولايته، ثم تولى وظيفة عضو ضغط في شركة العلاقات العامة “براونشتاين حياة فاربر شريك”.
وتتمتع لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية بسلطة قضائية على مشاريع القوانين والبرامج والتحقيقات المتعلقة بالشؤون الخارجية للولايات المتحدة، مما يعني أن لها تأثيرًا كبيرًا في الطريقة التي تمارس بها واشنطن أعمالها مع الدول الأجنبية بما في ذلك التفويض لفحص عمليات الانتشار في الخارج، والحد من التسلح، والسياسة الاقتصادية الدولية ومسائل أخرى.
وأفادت مجلة “بوليتيكو”، وهي مجلة تراقب الضغط في واشنطن، بأن رويس سينضم إلى فريق شركة “براونشتاين حياة فاربر شريك” الذي يمثل وزارة الخارجية السعودية، وفقًا لتقرير جديد لدى وزارة العدل، من أجل “تسهيل الاجتماعات مع مسؤولي الحكومة الفيدرالية، إما عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني”.
ووفقًا لإيداعات وزارة العدل، مثل براونشتاين الوزارة السعودية منذ عام 2016 وحصل على حوالي 1.8 مليون دولار مقابل عمله نيابة عن المملكة خلال العام الماضي وحده.
وضغط رويس نيابة عن عدة دول من بينها ليبيا ومصر لكن اختياره من السعوديين أثار الدهشة، خاصة وأن المملكة تمر بفترة صعبة مع إدارة الرئيس جو بايدن.
وقال متحدث باسم براونشتاين إنه لا يوجد شيء وراء توقيت انضمام رويس إلى الحساب السعودي، لكنه أضاف أن خلفيته وخبرته بصفته أكبر جمهوري في لجنة الشؤون الخارجية كانت جذابة للعميل.
يُذكر أن الرياض بدأت في عملية توظيف لجماعات الضغط فور انتخاب جو بايدن، الذي أشار إلى أنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامة مع المملكة.
وتمتعت السعودية بأربع سنوات من العلاقات الحميمة للغاية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لدرجة أن واشنطن غضت الطرف عن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وقطع العديد من أعضاء جماعات الضغط البارزين في واشنطن العلاقات مع الرياض في أعقاب القتل المروع للناقد السعودي.
لكن تقريرًا في مجلة فورين بوليسي وجد أنه في أكثر من عامين منذ جريمة القتل، تمكنت الرياض من استعادة آلة نفوذها إلى حد كبير في العاصمة وفي أجزاء أخرى من البلاد، حيث وظفت ما لا يقل عن 16 شركة ضغط للمساعدة في تعزيز العلاقات التجارية والدفاع عن الرياض إزاء تشويه صورتها في قضايا من بينها حربها المدمرة في اليمن ومعاملتها للمرأة، بحسب إيداعات تسجيل الوكيل الأجنبي لدى وزارة العدل.