أفاد الصحفي المخضرم بيتر أوبورن بأن الحكومة البريطانية تجاهلت المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها المجتمعات المحلية في المملكة المتحدة وتركتها في طي النسيان في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر.
وأكد أوبورن أن هذه المساعدات تبلغ “ملايين الجنيهات” والتي تم جمعها خلال شهر رمضان.
وتم تقديم طلب المساعدة الدبلوماسية الشهر الماضي نيابة عن “مايلز أوف سمايلز” إلى وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية من خلال الخدمة القنصلية البريطانية في القاهرة.
وتلك المساعدات مطلوبة بشكل عاجل في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة في مايو.
وعلى الرغم من أن السلطات المصرية سمحت بعبور جزء من المساعدات إلى غزة عبر رفح في 19 يوليو، إلا أن هذا التصريح ما زال في انتظار المعدات الحيوية الأخرى مثل سيارات الإسعاف والكراسي المتحركة.
ورداً على طلب المساعدة القنصلية، أرسلت وزارة الخارجية رسالة قالت فيها إن “الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عن طريق البحر، يخضع لسيطرة السلطات الإسرائيلية.. ولا تستطيع دعم الأفراد للحصول على تصاريح دخول وخروج غزة”.
وأضافت وزارة الخارجية أنه “من غير المرجح أن يتم النظر في طلبات الإخطار القصيرة لوصول المساعدات الإنسانية وتلك المقدمة في مصر”.
ووصف كبير منسقي “مايلز أوف سمايلز”، عصام مصطفى، الرد بأنه “مخيب للآمال للغاية” بالنظر إلى “التاريخ الغني” لبريطانيا في تقديم المساعدة للفلسطينيين.
وتساءل “ما هي الرسالة التي يرسلها هذا إلى المواطنين البريطانيين المسلمين الذين تبرعوا بما يزيد عن 40 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين؟”.
وأشار مصطفى إلى أن مساعدات ماليزيا دخلت غزة عبر مصر في يونيو/ حزيران، ويعتقد أن الوفد فعل ذلك بدعم من الحكومة الماليزية”.
ووفقًا لأوبورن، يقدم مسلمو بريطانيا حوالي 100 مليون جنيه إسترليني (137 مليون دولار) للأعمال الخيرية خلال شهر رمضان من كل عام.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 30 في المائة من جميع التبرعات هذا العام كان مخصصًا لغزة”.
وحذر النائب عن حزب العمال المعارض آندي سلوتر من أن هذا الازدراء الأخير يبدو أنه يقع ضمن ما أسماه أوبورن “نمط الإهمال المنهجي” للقضايا الإسلامية.
وقال سلوتر: “لم تتخذ حكومة المملكة المتحدة أي إجراء فعال لكبح القوات الإسرائيلية من الهجوم الوحشي الأخير على غزة. إنهم الآن يضاعفون هذه القسوة من خلال تجاهل جهود الجاليات المسلمة في بريطانيا لإرسال مساعدات حيوية لأولئك الذين عانوا”.
وأضاف “لم تقم حكومة [بوريس] جونسون فقط بقطع مساعدات التنمية، بل يبدو أنها تمنع أولئك الذين يرغبون في التدخل والمساعدة”.
ورفض رئيس الوزراء بوريس جونسون إدانة تصرفات الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم مايو.
وأشار أوبورن إلى أن وزير الشرق الأوسط جيمس كليفرلي أبلغ النواب أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية “متناسبة”.
واستشهد أكثر من 250 فلسطينيا خلال الهجوم الإسرائيلي، من بينهم 67 طفلا، كما دُمرت آلاف المنازل كلياً أو جزئياً.