شدوى الصلاح
قال المتحدث باسم مرصد أفاد الحقوقي بالعراق حسين دلي، إن الأوضاع الحقوقية والإنسانية داخل السجون العراقية مزرية، والتعذيب بها أصبح ظاهرة متفشية، محملاً الحكومة والإدارات الأمنية مسؤولية ما يجري من انتهاكات حقوقية وإنسانية.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن حكومة مصطفى الكاظمي، تعلم ما يجري داخل السجون، متهمها بإخفاء تواطؤها بالملف الإنساني عبر التقارب السياسي مع الدول الإقليمية ومنها قمة بغداد الاقتصادية المرتقب عقدها نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.
وأشار المتحدث باسم مرصد أفاد، إلى أن الحقوقيين دعوا مراراً المجتمع الدولي للتدخل والضغط على حكومة بغداد ومجلس القضاء الأعلى في العراق لمحاسبة الجهات المقصرة بالإهمال ومعاقبة المتورطين بالتعذيب.
ولفت إلى صدور تقرير أممي قبل ثلاث أسابيع عن التعذيب في السجون العراقية، تم بالتعاون مع جهات حقوقية منها مرصد أفاد ونحو ٢٣٥ شهادة لمعتقلين سابقين، معتبراً ذلك إشارة دعم واضحة لما يكشف عن الواقع المأساوي في السجون.
واستنكر دلي، دفاع وزارتي العدل والداخلية العراقية عن سلوك منتسبيها بأعذار واهية، واتهامها لجنة إعداد التقرير الأممي بالتحيز وعدم المصداقية.
يشار إلى أن مركز أفاد أعلن في بيان له اليوم 24 أغسطس/آب 2021، حصوله على شهادات صوتية ومكتوبة توثق حالات جوع شديد بين نزلاء سجن التاجي شمالي العاصمة العراقية بغداد، دفعت بعدد من حراس السجن إلى ممارسة التجارة مع النزلاء.
وأشار المركز إلى بيع حراس السجن قناني المياه النظيفة وبعض المعلبات والمواد الجافة لقاء مبالغ يصل بعضها 8 أضعاف سعرها الحقيقي في الأسواق المحلية، مؤكداً أن سجن التاجي يشهد ارتفاعا في معدلات الوفيات أسوة بسجن (الحوت) سيئ الصيت جنوبي البلاد.
وكشف عن التلاعب الكبير في مُقدرات طعام السجناء والتي أدت إلى تراجع كمية ما يقدم بوجبات الطعام ونوعيته أيضا، وهو على خلاف ما تدعيه السلطات العراقية في هذا الإطار، مؤكداً تفاقم أوضاع السجناء الإنسانية في سجن التاجي خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقل عن والد أحد النزلاء تأكيده دفع مبلغا مالياً لشقيق أحد المسؤولين الإداريين في السجن والذي يعمل كوسيط لإيصال المبالغ ويقطن في منطقة الشعب شرقي العاصمة، مقابل السماح بإيصال بعض الحاجات لنجله، قائلاً إن أوضاع السجن مفجعة والنزلاء يتضورون جوعاً.