شدوى الصلاح
استنكر الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية عزام التميمي، تشكيك رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي خلال مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد أمس، المصريين في معتقداتهم الدينية، وحثه على إعادة صياغة فهم معتقداتهم.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن السيسي لا يهتم بالدين إلا بقدر ما يفيده ذلك في تبرير ما يرتكبه من جرائم أو في تعزيز ملكه لمصر بعد أن سطا عليه، وكل ما يهمه أن يظل قابضاً على السلطة في مصر، ويظن أن تدميره للدين يفيده في تحقيق غايته.
وأشار التميمي، إلى أن الدين القويم يحفز أتباعه على رفض الظلم والثورة على الطغيان وتقديم كل غال ونفيس في سبيل الانعتاق من رق الاستبداد، لذلك يسعى السيسي كما يفعل الطغاة في العادة، إلى إبعاد الناس عن الدين وتشكيكهم في قيمه وشعائره.
وأضاف أن من المفارقات أن يتصدر السيسي المفسد المخرب للحديث عن الإصلاح الديني وهو أجهل الناس بالدين، ولكن هذا هو ديدن الطواغيت على مر الزمن، يسعون لاحتكار الصلاحيات لأنفسهم بما في ذلك صلاحية الإفتاء والتحدث باسم الدين.
وحذر التميمي، كل من لديه علم إسلامي وإدراك لخطورة ما يفعله هؤلاء الطغاة ثم يقرهم على ذلك، أو يصمت عن الصدح بالحق في وجوههم، فإنه يخشى عليه من أن يحسب شريكاً لهم في اعتدائهم على الدين وسعيهم لتحريفه أو تطويعه خدمة لمصالحهم.
وأشار إلى أن مفردات مثل “المراجعات وتجديد الخطاب الديني وغيرها”، تجد صدى لدى الغربيين الذين يعتبرون الإصلاح الديني من أهم نقاط التحول في تاريخ أمتهم، فلولا التحرر من قيود الكنيسة وإدخال تعديلات على مفاهيم كثيرة كانت مرتبطة بالدين لما نهضت أوروبا بسبب فساد ما كانت عليه الكنيسة ورجال الدين بشكل عام.
ولفت التميمي، إلى أن الطغاة في العالم العربي يحاولون إيهام حلفائهم في الغرب، بأنهم يسيرون على نفس الدرب، وأن الدين عقبة في طريق النهضة والتطور، وأنهم يقومون بالإصلاح الديني والتجديد خدمة للإنسانية.
وتأسف على أن علماء الأزهر الذين كانوا على استعداد للوقوف في وجه السيسي الذي وصفه بالطاغية إما قتلوا أو غيبوا في السجون أو ألجئوا إلى الخروج إلى المنافي، رافضا التشكيك في إخلاص بعض من بقي داخل مصر منهم.
وأعرب الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية، عن حزنه من أن بطش النظام وعدم اكتراثه بمكانة الأزهر وعلمائه جعلتهم يؤثرون السلامة ويصمتون.