أعلنت الجزائر، أمس الثلاثاء، قطع العلاقات رسميًا مع جارتها المغرب بعد أشهر من التوتر بين البلدين.
وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال مؤتمر صحفي إنه: “ثبت أن المملكة (المغربية) لم تكف عن مناوراتها غير الودية والضعيفة والعدائية ضد الجزائر ليوم واحد منذ الاستقلال”، متهما الزعماء المغاربة بتحمل “المسؤولية عن الأزمات المتعاقبة التي دفعتنا إلى نفق بدون مخرج”.
وكان البلدان على خلاف منذ فترة طويلة حول مجموعة من القضايا، لا سيما مصير الصحراء الغربية، في وقت يستمر إغلاق الحدود بين البلدين منذ 1994.
ويطالب المغرب بالسيادة الكاملة على الإقليم، بينما تدعم الجزائر مطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء على تقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة.
ورافق إعادة العلاقات بين الرباط والكيان الإسرائيلي أواخر العام الماضي- كجزء من مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتطبيع في المنطقة- اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مما أثار التوترات مع الجزائر.
ولطالما كانت الجزائر واحدة من أكثر الدول صراحة في شمال إفريقيا في دعم الفلسطينيين، وأثارت الأنباء التي تفيد بأن المغرب أقام علاقات دبلوماسية رسمية مع الاحتلال غضب المسؤولين الجزائريين والمواطنين على حد سواء.
وأشار لعمامرة إلى الاتهامات التي وُجهت لبلاده في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد خلال زيارة للمغرب إنه ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يتشاركان “القلق بشأن الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة”.
وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي أيضا في ذلك الوقت إن المخاوف تستند إلى أن الجزائر “تقترب من إيران”.
وقال لعمامرة “أصبح المغرب قاعدة ثانوية للتخطيط لسلسلة من الاعتداءات الخطيرة على الجزائر”، متهما بوريطة بأنه “المحرض” وراء تصريحات لبيد.
وأضاف لعمامرة “رد الجزائر اليوم يسلط الضوء على الضرورة الملحة للتمسك بالعقل بدلا من الرهان الرهيب الذي يبدو أنه يقود موقف المملكة المغربية تجاه الجزائر”
وتابع “الجزائر ترفض تحمل التصرفات والأفعال البغيضة.. وترفض الأمر الواقع من جانب واحد مع عواقب وخيمة على الشعوب المغاربية”.
وفي يوليو، استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب بعد أن دعا المبعوث المغربي لدى الأمم المتحدة في اجتماع لحركة عدم الانحياز إلى “حق تقرير المصير لشعوب منطقة القبايل”، في إشارة إلى الأمازيغية الجزائرية، وهي أقلية في الجزائر.
وقرر المجلس الأعلى للأمن الجزائري، الأسبوع الماضي، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، “مراجعة” العلاقات مع المغرب في أعقاب التعليقات المغربية بشأن منطقة القبايل.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري: “لقد تطرق المغاربة إلى أكبر محرمات في الجزائر: الوحدة الوطنية والسياسة تجاه إسرائيل. لقد ضربوا حيث يؤلمون عدة مرات”.
وتدهورت الأمور أكثر في يوليو بعد أن كشف تحقيق حول برامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”، أن الرباط كانت “واحدة من أكبر مستخدمي برامج التجسس، على حساب السلطات الجزائرية”.
كما وجهت الجزائر اتهامات للرباط بالتورط في حرائق دامية اجتاحت شمال الجزائر في الأسابيع الأخيرة.