دعت العراق “خصوم” في الخليج العربي لحضور قمة في بغداد بهدف تهدئة التوترات التي أوشكت على فتح باب الصراع في السنوات الأخيرة.
ويقول مسؤولون إن الاجتماع، الذي سيناقش أيضًا الحرب في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه الإقليمية، قد يتخذ خطوة نحو التقارب السعودي الإيراني على الرغم من أنهم لم يحددوا بعد التمثيل الذي سيرسلونه.
وتفاقمت التوترات بين السعودية وإيران بعد هجوم 2019 على منشآت نفطية سعودية أوقف لفترة وجيزة نصف إنتاج النفط السعودي، وحمّلت الرياض طهران مسؤوليته، وهو ما تنفيه إيران.
والدولتان متحالفتان مع القوات المتناحرة التي تخوض حربا في اليمن وقطعا العلاقات في 2016 رغم أنهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في أبريل نيسان من هذا العام.
وتشعر السعودية بالقلق من أن إدارة بايدن أحيت المحادثات النووية التي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات على طهران، وترى أن المشاركة وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلي عن مخاوفها الأمنية بشأن الهجمات التي تحمل إيران وحلفائها مسؤوليتها.
ويأمل المسؤولون العراقيون أن يحضر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الاجتماع المقرر عقده يوم السبت، ويتوقعون حضور وزراء من دول الخليج بما في ذلك السعودية والإمارات.
وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي “حتى لو جمعنا وزيري الخارجية معا على طاولة واحدة، يمكن اعتبار ذلك انفراجا لإنهاء التوترات بين الإيرانيين والخليج”.
وقال سياسي مقرب من رئيس الوزراء إن العراق، الذي استضاف الاجتماعات الخاصة في وقت سابق من هذا العام بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، تلقى “إشارات إيجابية” من طهران ودول الخليج بأنهم مستعدون لمزيد من المحادثات المباشرة.
وحتى الآن كانت الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي أكدت مشاركتها بإرسال رئيس وزرائها.
وتمت دعوة مصر والأردن، وكلاهما حليفتان في دول الخليج، لحضور اجتماع بغداد إلى جانب تركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبدأت الرياض وطهران محادثات مباشرة في أبريل/ نيسان لاحتواء التوترات بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والذي عارضته السعودية وحلفاؤها لعدم تناولها برنامج طهران للصواريخ الباليستية ووكلائها الإقليميين.
وقالت السعودية إنها تريد أن ترى “أفعالاً يمكن التحقق منها” من إيران.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، إن إيران “المتشجعة” تتصرف بطريقة سلبية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في اليمن ولبنان وفي المياه الإقليمية.
والإمارات، حليف الرياض، على اتصال منتظم مع إيران في محاولة لتهدئة التوترات منذ عام 2019 في أعقاب هجمات الناقلات في مياه الخليج.
ويمكن تكثيف هذه الجهود في الوقت الذي تنظر فيه دول الخليج، التي طالما اعتمدت على واشنطن لضمان أمنها، بقلق على محادثاتها النووية المتجددة مع طهران والنهاية الفوضوية لحربها المستمرة منذ عقدين في أفغانستان.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نُشر أمس: “إن احتمال نشوب صراع إقليمي، إلى جانب تصورهم لواشنطن على أنها غير موثوقة، دفع السعوديين والإماراتيين إلى السعي إلى خفض تصعيد ثنائي محدود وتكتيكي مع طهران”.