شدوى الصلاح
قال الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل، إن إعلان السلطات الإماراتية إنشاء هيئة لحقوق الإنسان، هو للاستهلاك الإعلامي ومحاولة يائسة من النظام القمعي لتبييض سجله الحقوقي الأسود الذي أصبح مفضوحاً في كل العواصم العربية والدولية.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن السلطات الإماراتية لن تنجح في ذلك، لأن محاولاتها اليائسة دائما تصطدم بجدار الوعي الشعبي الآخذ في الاتساع تجاه سياساتها وسجلها الحقوقي القمعي بامتياز، وتصنيفها ضمن الأدنى عربياً في ملف الحريات.
وأشار الطويل، إلى أن تاريخ الإمارات حافل بالانتهاكات والقمع، بدأ بانتهاك الكرامة الإماراتية واعتقال نخبة إماراتية من المحامين والمعلمين والمثقفين في القضية المعروفة باسم الإمارات 94 وذلك في عام 2012، وتم إخفاؤهم قسرياً في سجون سريّة.
ولفت إلى أنهم ذاقوا فيها مرارة التعذيب النفسي والجسدي لأشهر قبل عرضهم على محاكمة جائرة، كان فيها أمن الدولة البطل في محاكمة خلت من أي سند قانوني، حيث منع المحامون ومنع الشهود، وحضر شهود زور، وكانت الأحكام قاسية وصلت للسجن لأكثر من عشرة سنوات وغرامات مالية باهظة.
وتابع الطويل: “استمر مسلسل التعذيب حتى يومنا هذا، وعندما نتحدث عن تطبيق حقوق الإنسان فالأمر مضحك في الحقيقة، فما نراه واقعاً يناقض كل ما تسعى له الحكومة الإماراتية في تبيض سجلها الحقوقي الأسود”.
واستشهد بحالة المعتقلة الإماراتية علياء عبدالنور التي ارتقت لبارئها وهي مكبلة في سرير بالمعتقل بعدما اجتاح السرطان جسدها، لمنعها من تناول أدويتها ومنعها من تلقي الرعاية الطبية التي تستحقها كأدني حق من حقوق المعتقل”.
واستطرد الناشط الحقوقي: “رحلت علياء وهي تطالب السجان بأن تموت في أحضان والدتها، كان أسمى أمانيها الحصول على إفراج طبي لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين ذراعي والدتها، وهذا لم يحصل”، متابعاً: “نتحدث عن 9 معتقلين انتهت أحكامهم ولم يفرج عنهم”.
واستدل أيضا على السجل الحقوق السيئ للإمارات، بالمعتقلتين أمينة العبدولي الأم لخمسة أطفال، والشابة الجامعية مريم البولشي، واللتان تعرضتا لصنوف من التعذيب والإيذاء النفسي والجسدي وانتهت أحكامهن منذ ما يقارب عام ولم يفرج عنهن.
وذكر الطويل، بواقع الحقوقي المعتقل أحمد منصور المحتجز في زنزانة انفرادية بلا سرير ولا أغطية وممنوع من الزيارات الدورية، والمعلم عبدالسلام درويش الذي تعرض للعديد من الانتهاكات في سجنه وسحبت الجنسية منه ومن عائلته.
وأشار إلى أن حالة أبناءه كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تشفع له بالإفراج عنه لمتابعة تطورات مرضهم، متطرقاً إلى الراحلة الأخيرة آلاء الصديق التي توفيت في حادث سير بلندن بعدما شهدت في غربتها ملاحقات أمنية وتشويه سمعتها في الداخل والخارج .