تحدثت لينا الهذلول عن قصة شقيقتها الناشطة لجين، التي أفُرج عنها قبل سبعة أشهر من السجون السعودية، عقب اعتقال استمر نحو 3 سنوات بسبب نشاطها الحقوقي.
وقالت لينا، خلال كلمة بمهرجان برلين لحقوق الإنسان بمناسبة اختياره لجين رئيسة فخرية له هذا العام، إنه رغم إطلاق سراح شقيقتها من السجن إلا أنها لا تتمتع بالحرية، وممنوعة من الحديث.
وأوضحت أن لجين “ناضلت من أجل أبسط حقوق المرأة السعودية، بما فيها قيادة السيارة، وحق الحماية من العنف الأسري، وحق التحرر من التسلط الذكوري”.
وأضافت “ولأن لجين رفضت هذا الظلم في بلدنا؛ فقد مرت بظروف لا يمكن تصورها”.
وبيّنت أنه تم اختطاف لجين في مارس/ آذار 2018 من الإمارات، وتقييد يديها وعصب عينيها، وإعادتها إلى السعودية رغمًا عنها.
وأشارت إلى أنه “بمجرد وصولها إلى السعودية؛ منعتها السلطات من السفر رفقة بقية أفراد أسرتها، وبعد أشهر اقتحم رجال الأمن بيتها وأخذوها عنوة”.
وأكدت أن رجال الأمن لم يخبروا العائلة عن الوجهة التي سيأخذون لجين إليها.
وقالت: “ركضت والدتي خلفهم وتوسلت إليهم ليمنحوها أي معلومة، وآخر الكلمات التي صرخت بها كانت: أرجوكم دعوني أودع ابنتي على الأقل”.
ولفتت إلى أنه في الأيام التالية لعملية اعتقال لجين، أطلقت الصحف السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي حملات افتراء ضخمة، وكانوا يصفون ليجن والنشطاء بالـ”الخونة” و”الجواسيس”.
وأضافت “لم أعرف كيف أفكر حينها.. لم يكن من المنطقي أن أصدق ما كان يُقال”.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، منح مجلس أوروبا الناشطة لجين الهذلول جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان.
وتضمنت الجائزة الحقوقية، الأعلى في أوروبا، مبلغًا قدره 60 ألف يورو (72238 دولارًا أمريكيًا).
ولم تكن الهذلول حاضرة في الحفل بسبب منعها من السفر.
وقالت في تغريدة: “أنا فخورة بشكل لا يصدق بصرامة المرأة في السعي لتحقيق العدالة. لدي الكثير في ذهني وقلبي لأشاركه، لكنني سأقول شكراً الآن أيها السيدات”.
وفي مايو/ أيار الماضي، استدعت المباحث لجين لأسباب غير معروفة.
وأفادت شقيقتها علياء، في تغريدة عبر تويتر آنذاك، بأن “المباحث استدعت قبل قليل لجين لأسباب غير معروفة. يبدو أنها محاولة من أجل إسكاتها”.
وقبل وبعد اعتقالها، أطلق ولي العهد محمد بن سلمان العنان لسلسلة من الإصلاحات بما في ذلك السماح للمرأة بالقيادة في الأماكن العامة، وهي من أبرز المطالب التي كانت تدعو لها لجين.
وأعطت الإصلاحات أسبابًا للاحتفال بالنسبة للنساء السعوديات، لكنها انتُقدت بشكل حاد باعتبارها كانت تُخفي وراءها حملات اعتقال وقمع لعشرات الناشطين.
وتعرضت لجين خلال فترة السجن للتعذيب والتحرش الجنسي وغيره من أنواع المعاملة الفظة، عدا عن الحبس الانفرادي، وفقًا لمؤسسات حقوقية دولية.
وكانت محكمة في العاصمة الرياض أمرت باعتقال الهذلول 5 سنوات و8 أشهر إثر إدانتها بتهمة “التحريض على تغيير الحكم” و”خدمة أطراف دولية خارج المملكة”، وأرفقت الحكم بوقف تنفيذه لمدة سنتين و10 أشهر، وأفرج عنها يوم 10 فبراير/ شباط الماضي.