احتفى ناشطون على تويتر، بإطلاق سراح الناشط الحقوقي السعودي ياسر العياف، المعتقل منذ يوليو/تموز 2018، بعدما تم تحويله إلى مركز المناصحة قبل بضعة أشهر، إذ قضى في السجن 3 سنوات رغم أن القضاء حكم عليه بسنتين فقط بسبب نشاطه السلمي ومطالبته بالإفراج عن معتقلي الرأي.
ياسر بن عبدالله العياف، نشط في الدفاع عن ملفات حقوقية أبرزها الدفاع عن معتقلي الرأي والمعتقلون الذين لم يحاكموا أو الذين أمضوا مدة الحكم ولا زالوا في السجون، وأبرز قضية والده عبدالله العياف الذي أمضى في السجون السعودية ما يزيد عن عشرة أعوام وتجاوز مدة حبسه قبل أن يفرج عنه لاحقا.
وبحسب منظمة القسط لحقوق الإنسان، ساهم العياف في عدد من الاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات السلمية التي انطلقت في الأعوام 2011 – 2013 وتركزت في القصيم والمنطقة الشرقية وأبها وجدة والرياض ومدن أخرى.
الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #ياسر_العياف باركوا خروج العياف من السجن، وطالبوا بإطلاق سراح كافة المعتقلين، مذكرين بما تعرض له خلال فترة اعتقاله من تعذيب ووحشية ومعاملة سيئة وحرمان من التواصل مع العالم الخارجي، واستمرار احتجازه عاماً كاملاً رغم انقضاء محكوميته.
وكانت منظمة القسط قد أوضحت أن العياف سبق اعتقاله في 26 فبراير/شباط 2013 هو وعدد آخر من الناشطين الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية، وتعرض حينها إلى أنواع متعددة من الانتهاكات والضرب والتعذيب، وعمد العسكر إلى تثبيته مكان اعتقاله وضربه بالهراوات حتى كسرت ذراعه.
وفي السجن تعرض العياف للسحل والجر بعربة داخلية داخل ممرات السجن، وبسبب أن يده مكسورة ومجبرة فقد تم جره بالكلبشات من قدمه، وفي أحد المنعطفات التفت العربة سريعا ليلتلف معها جسد العياف مما تسبب في كسر قدمه بالإضافة إلى الكسر السابق في ذراعه، كما تم جمعه بعشرات من الشبان المعتقلين إثر الاحتجاجات وتم جلدهم جماعيا بوحشية.
الأمين العام لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، بارك خروج الناشط العياف، لافتاً إلى تعرضه للاعتقال والتعذيب عدة مرات، بسبب مطالبته بخروج والده، وكان ضمن مجموعة من الشباب حاولت السلطات تجنيدهم للقتال في الخارج.
الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة بنت محمد الماضي، أشارت إلى أن العياف ظلم كثيراً واعتقل كثيراً لأنه حر لا يرضى الظلم ويطالب بحرية والده وجميع معتقلي الرأي، لافتة إلى أن معتقلات السعودية سيئة الصيت.
عضو حزب التجمع لينا الهذلول، قالت: “الحمد لله على السلامة”.
الناشط الحقوقي إسحاق الجيزاني، دعا إلى إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي قريبا ليعود السرور لأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم وبقية أفراد أسرهم وأصدقائهم.
واعتبرت المغردة مايا، اليوم عيد بخروج ياسر العياف، متمنية الإفراج عن باقي معتقلي الرأي.
فيما بارك القائمين على حساب معتقلي الرأي المعني بالتعريف بالمعتقلين بالمملكة، للناشط الحقوقي العيّاف وعائلته خروجه بالسلامة من السجن، متمنين العقبى لباقي الأحرار.
وأقسم مغرد أخر، على أن خروج العياف، أبهج أهل القصيم؛ قائلاً: “خرجت بطلًا يا ياسر وسيخلد التاريخ اسمك رغم أنف سجانك الحقير”.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يشن حملات اعتقال متتابعة منذ تنصيبه ولياً للعهد في يونيو/حزيران 2017، طالت إصلاحيين ورجال دين وأكاديميين وكتاب وناشطين وعلماء ومفكرين، وأمراء، أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني، وغيرهم.
ووجهت لهم المحاكم السعودية تهماً فضفاضة تهدف إلى تجريم المعارضة السلمية، منها “الخروج على ولي الأمر، وجلب الفتن، وتحريض الرأي العام، وأصدرت أحكاماً غامضة بموجب “قانون مكافحة جرائم المعلوماتية” -بحسب منظمات حقوقية-.
وبدورها حذرت منظمة القسط، من الصمت على انتهاكات وتجاوزات السلطة، لأن ذلك يوفر لها بيئة مناسبة لمزيد من الانتهاك، داعية لكشفها للحد منها، والضغط على السلطات لتوقف عن هذه الحملات القمعية.
وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن ضحايا هذه الحملات من معتقلي الرأي الذين تعتقلهم السلطات بسبب آرائهم أو نشاطهم السلمي والمشروع، وكانت قد دعت إلى تعويض العياف عما لحق به من أذى هو وكل ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي.