أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن أمله في أن تؤدي محادثات المملكة المباشرة مع إيران إلى بناء الثقة، في وقت يتخذ الخصمان الإقليميان خطوات صغيرة نحو الحوار بعد عدة سنوات من التوترات المتصاعدة.
وفي رسالة مسجلة مسبقًا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الملك سلمان أيضًا إنه يدعم الجهود المبذولة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وأعرب عن قلقه بشأن استخدام إيران المزعزع للاستقرار لوكلائها الإقليميين.
وقال: “نحن ندعم الجهود الدولية الرامية إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية”، مضيفا “نحن قلقون للغاية بشأن الخطوات الإيرانية التي تتعارض مع التزاماتها وكذلك التصريحات اليومية من إيران بأن برنامجها النووي سلمي”.
وانخرطت إيران والسعودية في صراعات بالوكالة في جميع أنحاء المنطقة، ودعمت الأطراف المتنافسة في دول مثل اليمن وسوريا.
وقطعت طهران والرياض العلاقات الدبلوماسية في عام 2016 لكنهما أجريا مؤخرا محادثات في العراق بهدف الحد من التوترات.
وقال الملك سلمان “إيران دولة مجاورة ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة.. على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
ومنذ التدخل في حرب اليمن في عام 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، تقول جماعات حقوقية إن التحالف الذي تقوده السعودية استهدف بشكل متكرر مواقع غير عسكرية، بما في ذلك المدارس والمصانع والمستشفيات.
وفي الوقت نفسه، أعلن المتمردون الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات واسعة من شمال اليمن، مسؤوليتهم عن هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي ضربت عمق السعودية واستهدفت البنية التحتية المدنية.
وقال الملك سلمان: “تحتفظ المملكة بحقها المشروع في الدفاع عن نفسها.. مبادرة السلام في اليمن التي طرحتها المملكة في الآونة الأخيرة يجب أن تنهي إراقة الدماء والصراع”.
وأضاف “للأسف ميليشيات الحوثي الإرهابية ترفض الحلول السلمية، وقد وضعت رهاناتها على خيار عسكري”.
وجدد الملك سلمان في خطابه التزامه بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها “القدس الشرقية”.
وقال إن “السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط الذي يمر عبر حل عادل ودائم لقضية فلسطين”.
وعلى الرغم من أنه يعتبر منذ فترة طويلة من أنصار القضية الفلسطينية، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن ابنه الصغير والحاكم الفعلي للبلاد- ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- قد يكون منفتحًا على تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
كما أعرب الملك سلمان في خطابه عن دعمه للجهود المبذولة لإيجاد حل للمواجهة بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وكان أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا مصدر مواجهة دبلوماسية استمرت ما يقرب من عقد من الزمان بين إثيوبيا ودول المصب في مصر والسودان.
وقال إن المملكة تدعم بقوة الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي ملزم لمشكلة سد النهضة يحمي حقوق المياه لكل من مصر والسودان.