أكد الكاتب والمفكر السعودي الدكتور محمد الأحمري، أن الديمقراطية واختيار الحاكم مهمة المجتمع والنخبة وهي الطريقة الوحيدة لإسعاد المجتمع، موضحاً أن ما يعوق الديمقراطية في المجتمع هي الجهل بفائدتها.
وقال في كلمته بمؤتمر الحزب الذي انعقد مساء أمس الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021، إن الديمقراطية فضيلة لنشر المساواة في المجتمع، ونشر الرقابة على المال وعلى تصرفات الأشخاص وترسيخ المشاركة في القرار والمحاسبة أمام القانون.
وأضاف الأحمري، أن المستبدين يستغلون جهل الناس بالديمقراطية ويخوفون منها ويدعون أن مجتمعاتنا لا تصلح للديمقراطية وغير مستعدة لها، مؤكداً أن هذا كلام غير صحيح لأن الديمقراطية تأسست في مجتمعات البشر عبر آلاف السنين واستقرت في المجتمعات الغربية.
وأشار إلى أن نشر التخلف يأتي بقرار من الحاكم يستبيح به حياة الناس ومجتمعاتهم وينشر التخلف، أما الديمقراطية تنشر التقدم، موضحاً أن المراحل الأولى من ممارسة الديمقراطية في المجتمعات قد تحصل أخطاء وانحرافات لكنها تتطور وتتعلم.
واستنكر الأحمري، التحجج بالقبلية لمنع الديمقراطية، مؤكداً أنها ستنتهي بمجرد دخول الناس في التجربة الديمقراطية وسينظرون إلى مصلحتهم ويختارون الأشخاص المناسبين لقيادة مجتمعهم وسيتغلبون على مسألة القبلية في سبيل الحصول على مكاسبهم ومصالحهم.
وأشار إلى أن المحتل المحلي الداخلي الذي تعاني منه أغلب البلدان العربية والإسلامية من أهم عوائق الديمقراطية، موضحاً أنه عبارة عن شخص أو مجموعة أشخاص يحتلون المجتمعات ويسخرون كل مقدرات المجتمع لمناصبهم وتمويل أنفسهم وتحقيق مكاسب ذاتية.
ولفت الأحمري، إلى أن هذا المحتل الداخلي تبين بالتجربة أنه أسوء من أي احتلال خارجي حدث في أي بلد لأنه يخادع الناس ويظهر لهم أنه منهم فلا يعتبرونه محتل، وينتسب إلى قبيلة أو مجتمع أو مدينة فيرى الناس أنه ابنهم فيتساهلون معه.
وأوضح أن المحتل المحلي يبتز مجتمعه بأنه يحميه وينتمي إليه، لذلك تزيد المصائب تحت ستار أن هذا المحتل منا، موضحاً أن تجربة المجتمعات المعاصرة تبين منها أن المحتل المحلي أسوء بكثير من أي محتل خارجي، لذلك على الشعوب أن تحاربه قبل أي خطر أخر.
وأضاف الكاتب والمفكر السعودي، أن المحتل المحلي يسخر كل الأشياء له وينشر العداء بحكم معرفته بأقسام المجتمع، ولا يترك فرصة لابتزازهم إلا ويستغلها من فرض ضرائب وقتل من يخالفه ووضع تشريعات ذاتية.
وبين أن من طرق مواجهة المحتل المحلي نشر الوعي بالمجتمع من خلال تسخير كل طرق التوعية بخطورته ومساعيه لابتزاز أموال الشعب وحريته لتسليمها إلى محتل أخر خارجي أو لتحقيق دمار داخلي وصراع وحروب أهلية.
وحث الأحمري، على توعية الناس بأن مصالحهم مهددة من المحتل المحلي، خاصة أنه يربط الاحتلال بالاستقرار، والحقيقة أنه استقرار بالمذلة والاستضعاف، ناصحاً بالترويج إلى المطالبة بالحقوق المالية والسياسية في المجتمعات التي تخضع للمحتل المحلي.