توجه مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جيك سوليفان إلى السعودية يوم الاثنين للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الضغط على المملكة للتحرك نحو وقف إطلاق النار في حربها المستمرة منذ سنوات مع المتمردين الحوثيين في اليمن.
وإلى جانب لقاء محمد بن سلمان، من المتوقع أن يلتقي سوليفان شقيقه خالد، نائب وزير الدفاع، وفقًا لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدثا لـ”واشنطن بوست”.
وابتعد البيت الأبيض في عهد بايدن عن ولي العهد السعودي إلى حد كبير منذ الإعلان في فبراير عن تقرير لوكالة المخابرات المركزية أظهر أن محمد بن سلمان وافق على الأرجح على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في عملية تمت عام 2018 في قنصلية المملكة في اسطنبول.
وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن أن سوليفان سيزور أيضًا الإمارات، حليفة السعودية في الحرب، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية.
ويصل سوليفان السعودية في وقت تدهور الوضع فيه في اليمن، أفقر دولة في العالم العربي.
واشتد القتال في مدينة مأرب الرئيسية، حيث سعى المتمردون المدعومون من إيران إلى طرد الحكومة المدعومة من السعودية من المدينة الغنية بالنفط في شمال البلاد.
وأعلن المبعوث الأممي الجديد لليمن، هانز جروندبرج، مؤخرًا أن البلاد “عالقة في حالة حرب غير محددة” وأن استئناف المفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ست سنوات لن يكون سهلاً.
وبدأت حرب اليمن في سبتمبر 2014، عندما استولى الحوثيون المدعومون من إيران على صنعاء وبدأوا في الزحف جنوبًا لمحاولة السيطرة على البلاد بأكملها.
ودخلت السعودية، إلى جانب الإمارات ودول أخرى، الحرب إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في مارس 2015.
وباعت الولايات المتحدة قنابل وطائرات مقاتلة للسعودية استخدمتها المملكة لاحقًا في غارات على اليمن أسفرت أيضًا عن مقتل مدنيين.
وأعلن جو بايدن بعد أسابيع من إدارته أنه أنهى كل الدعم الأمريكي لـ “العمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”، لكن لم يكن هناك تقدم يذكر على أرض الواقع في حل ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وينضم إلى سوليفان في المحادثات مع السعوديين والإماراتيين المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ والمدير الأول للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك.
وتأتي حملة البيت الأبيض رفيعة المستوى بعد أن سافر ليندركينغ إلى السعودية وسلطنة عمان، في مساعٍ لإنهاء الحرب.
وتأتي زيارة سوليفان إلى السعودية أيضًا في الوقت الذي تبحث فيه الإدارة عن طرق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
ويعارض السعوديون والإماراتيون بشدة العودة إلى الاتفاق مع إيران الذي توسطت فيه إدارة أوباما عام 2015 ليتم إلغاؤه من ترامب في عام 2018.