شدوى الصلاح
قال المتحدث الرسمي باسم منظمة سند الحقوقية السعودية فهد الغويدي، إن ظاهرة الاحتفال باليوم الوطني السعودي، دخيلة على المجتمع ولم تكن معروفة إلا منذ 10 – 15 سنه كحد أقصى، معدداً الأسباب التي تدفع الحكومة لإقامة الاحتفالات والشعب للمشاركة فيها.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن المبالغة في الاحتفال سببها الرئيسي عدم الإحساس بالوطنية والانتماء الحقيقي للوطن، كما أنها تظهر ردة فعل نفسية متمثلة في محاولة إجبار النفس على الإحساس بالانتماء المفقود نتيجة غياب دولة الحقوق والمؤسسات وتفشي الظلم.
وأوضح أن السبب الآخر للمبالغة بالاحتفالات هي أن أفراد المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص يجدون فيها فرصة للخروج والتعبير عن أنفسهم ومحاولة تفريغ غضبهم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانون منها، خاصة في ظل الغياب التام للتظاهر السلمي.
وتابع الغويدي: “لو أخذنا عينه مجتمعية للدراسة سنلاحظ أن النسبة الأكبر من المخربين والمتحرشين بل والمحتفلين عموما، من العاطلين الذين يعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، وهي نفس الشريحة التي تستغل المناسبات الرياضية لممارسة سلوكيات مرفوضة”.
وأرجع السبب وراء تفشي ظاهرة التحرش خلال احتفالات اليوم الوطني التي أقيمت في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، هو شعور مرتكبيه بالغضب من الأوضاع المعيشية ومحاولة التعبير عنه بسلوكيات مشينة، متمثلة في التحرش أو التخريب، إضافة للانفتاح المفاجئ.
واستنكر الغويدي، ادعاءات الحكومة السعودية أن البرامج والفعاليات التي تقيمها تستهدف توفير الوظائف، لأن مشكلة البطالة أكبر بكثير من أن تحل بهذه الحلول المؤقتة، مؤكداً أن النظام يحاول الترويج لهذه الفعاليات وإعطائها شرعية مقبولة لدى الناس لا أكثر.
وأوضح أن النظام السعودي إذا كان يعتزم فعلياً القضاء على مشكلة البطالة، فيجب أن يكون هناك نزاهة حقيقية في الطرح وفي الإعلام وعدم دحرجة الأرقام بهذا الشكل دون دراسات حقيقية مقدمة من هيئة خبراء ومختصين.
وأضاف الغويدي: “يجب إصلاح الاقتصاد إصلاحاً شاملاً، ومحاربة حقيقية للفساد الذي تسبب في تآكل مؤسسات الدولة ودوائرها الحكومية، لأن الحديث عن إيجاد حلول عملية للبطالة ليس له قيمه إذا كانت هذه الوظائف لا تعود بعائد مادي يكفي الحاجة.
واعتبر الدليل على ذلك أن برامج هيئة الترفيه نشطة في البلاد منذ عدة سنوات وإلى الآن لم تنخفض نسبة البطالة بل أن الكثير من العاملين في قطاع الترفيه لم يتم تسليمهم رواتبهم التي هي في الأصل منخفضة ولا تكفي لتحمل أعباء المعيشة.