شدوى الصلاح
قال الدبلوماسي الجزائري السابق وعضو حركة رشاد السياسي المعارض محمد العربي زيتوت، إن إعلان بلاده عن صندوق خاص لتحصيل الأصول المسروقة في البلاد مع استمرار الحملة على السياسيين ورجال الأعمال المتهمين بالفساد، كلام شعبوي لذر الرماد في العيون.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن هذا الكلام يراد به تنويم الناس والكذب عليهم، لأن الحقيقة أن هناك ما قيمته عشرات مليارات الدولارات من الأموال المنهوبة وهي داخل البلاد ناهيك عن غيرها بالخارج، مضيفاً: “نحن أمام عصابات تكذب أكثر مما تتنفس”.
وجزم زيتوت، بأن السلطات الجزائرية ليس لديها أي نية حقيقة للتغيير في البلاد بل بالعكس الناس تزداد فقراً وضياعاً والشباب يهرب من البلاد وحالة من اليأس والبؤس تعم الجزائر الآن، في واحدة من الدول الغنية بالموارد ناهيك عن موقعها الاستراتيجي الخاص وتاريخها ومساحتها.
وأستطرد: “إذا كنا نعرف صعوبة استرجاع الأموال من الخارج، لأنها تتطلب جهد ووقت ونية حقيقة وصادقة للعمل على ذلك، فلماذا لم يسيطروا على الأموال الموجود بالداخل إلا القليل منها ممن فقد ناهبوها الدعم داخل النظام وأخذت بعض أموالهم وليس كلها؟”.
وأوضح زيتوت، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وكبار الجنرالات الموجودين الآن في السلطة كانوا جزء من العصابات التي نهبت أموال البلاد، وحين خرج الشعب وطالب برحيل النظام ككل اغتنم جناح تبون الفرصة وأطاح بأجنحة أخرى وسجن بعضهم.
وأشار إلى أن البعض الآخر هرب للخارج، فيما تم تصفية آخرين في عمليات يرجح أنها اغتيال بالحقن إلا أن أزمة فيروس كورونا تغطي كل شئ، لافتاً إلى أن تبون نفسه ظل وزيراً لمدة 30 عاماً ثم رئيساً للوزراء في 2019، وهو شريك في عمليات نهب عارمة.
وألمح إلى تورط تبون في عمليات نهب مع شركات متعددة سواء صينية أو إسبانية أو تركية أو إيطالية، خاصة الشركات التي شاركت في قطاع البناء الذي كان يرأسه لسنوات طويلة.
يشار إلى أن الصندوق الخاص لتحصيل الأصول المسروقة في البلاد الذي أعلن عنه رسمياً قبل أيام، من المقرر أن تتولى وزارة المالية إدارته، وتتكون إيراداته من أموال مسترجعة من الخارج وعائدات بيع ممتلكات مصادرة من المتهمين بالفساد.
واقترح قرار حكومي هذا الأسبوع تسوية من شأنها استرداد أي أموال نُهبت في عهد الرئيس السابق المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، الذي حكم بين عامي 1999 و2019 وتوفي قبل أسبوع.
ويروج النظام الجزائري إلى مساعي لتسوية ودية بهدف استرجاع الأموال المنهوبة، إذ قال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، خلال حديثه في البرلمان قبل أسابيع، إن التسوية الودية آلية أثبتت فعاليتها في العديد من الدول.