اتفقت تركيا وروسيا على الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة إدلب السورية خلال اجتماع بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
والتقى أردوغان ببوتين في مدينة سوتشي الروسية وسط تصاعد في الهجمات في إدلب حيث استهدفت الطائرات الحربية الروسية معاقل المعارضة القريبة من القواعد العسكرية التركية.
وفي آذار/ مارس 2020، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حوّل إدلب وتحديد منطقة “خفض تصعيد”، لكن هذه الصفقة تعرضت لضغوط في الأسابيع الأخيرة بقصف جوي وبري على مواقع تسيطر عليها المعارضة.
وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار موسكو في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أدت إلى مقتل مدنيين وتطرف السكان المحليين.
وقال “نتوقع أن تلتزم روسيا بالصفقات التي أبرمناها”.
وهناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري عالقون في إدلب، وسط مخاوف من أن المزيد من هجمات النظام وروسيا قد تدفعهم إلى الأراضي التركية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولون أتراك لعدة وكالات إخبارية إن أردوغان سيضغط على بوتين بشأن سوريا، لا سيما فيما يتعلق بإدلب وهجمات وحدات حماية الشعب الكردية السورية على المناطق التي تسيطر عليها تركيا.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي تخوض معه حربًا دامية منذ ثلاثة عقود.
وقال مسؤول تركي كبير بعد الاجتماع: “لا يوجد تغيير في إدلب. سنحافظ على الوضع الراهن هناك”.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تركيا وافقت على أي تنازلات للحفاظ على التفاهم الحالي في إدلب.
وقال أردوغان لبوتين في بداية المحادثات “الخطوات التي نتخذها معا بخصوص سوريا لها أهمية كبيرة. السلام هناك يعتمد على العلاقات التركية الروسية”.
ولم يأخذ أردوغان وزراءه إلى سوتشي، بل أحضر فقط مستشاره الكبير إبراهيم كالين ورئيس الاتصالات فخر الدين ألتون ورئيس المخابرات هاكان فيدان.
والتقى أردوغان والرئيس الروسي دون حضور آخرين، ويُعتقد أنهما ناقشا إمكانية شراء صواريخ إس -400 روسية الصنع في الجولة الثانية، والوضع في ناغورنو كاراباخ وليبيا.
وفي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، أخبر أردوغان بوتين أنه يريد مناقشة المزيد من التعاون الدفاعي بغض النظر عن اعتراضات واشنطن.
وقال أردوغان لبوتين: “في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سألنا الأشخاص العاديون بشكل خاص عن بعض القضايا على وجه التحديد بالطبع”.
وأضاف “لقد قدمنا لهم الرد اللازم على أي حال. لا يمكننا التراجع عن الخطوات التي اتخذناها. أعتقد بشكل خاص أن هذا: من الأهمية بمكان أن نستمر في تعزيز العلاقات بين تركيا وروسيا كل يوم”.
وفي أواخر العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 وطردت أنقرة من برنامج F-35 الذي يقوده الناتو لتطوير طائرات مقاتلة متقدمة.