مع كشف صحيفة “الغارديان” البريطانية عن محاولة النظام السعودي إعادة تقديم مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني، المتورط في الاغتيال البشع للصحفي جمال خاشقجي، من جديد كشخصية وطنية، تُبرز الحاجة إلى معرفة المزيد عن هذه الشخصية المثيرة للجدل.
ونشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم النظام في الأشهر الأخيرة إشادات بسعود القحطاني، كبير مساعدي ولي العهد والزعيم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان، في خطوة يُنظر إليها على أنها إيذانا بعودته التدريجية إلى الساحة.
وقالت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” إن القحطاني ساعد في قتل خاشقجي، وحاول قتل منفيين سعوديين آخرين في الخارج، وعذّب ناشطات في مجال حقوق المرأة في سجن سعودي سري.
وأوضحت أنه انخرط في عمليات مراقبة وقرصنة استهدفت صحفيين سعوديين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، ووجه أوامر لكتّاب سعوديين ومستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي لكتابة رسائل معينة، مشيرة إلى أن اثنين على الأقل ممن رفضوا الانصياع لإملاءاته يقبعان في السجن حاليًا.
ولفتت إلى أنه “حتى قبيل جريمة قتل خاشقجي، كان القحطاني مستشارًا مقربًا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث قال مرّة بأنه يتصرف بأوامر من محمد بن سلمان”.
وقال عبد الله العودة، مدير منطقة الخليج في المنظمة: “كان القحطاني منفذًا مخلصًا لأوامر محمد بن سلمان المتعلقة باستخدام العنف، محليًا ودوليًا”.
وأضاف “إذا أردت أن تفهم من هو محمد بن سلمان، انظر إلى آثار القتل والتعذيب والقمع التي خلّفها القحطاني وراءه”.
وخلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن كلًا من محمد بن سلمان والقحطاني خطّطا لعملية القتل، وفرضت 29 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وجميع الدول الـ26 في منطقة شنغن الأوروبية، حظر سفر على القحطاني بسبب دوره في جريمة القتل.
وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أنه من غير المرجح أن يتصرف القحطاني دون معرفة وموافقة محمد بن سلمان، وكان كتب على تويتر “أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين”.
كما فرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على القحطاني.
ووجّه المدّعون الأتراك اتهامات له لدوره في جريمة القتل ويحاكمونه حاليًا هو وغيره من المسؤولين الحكوميين السعوديين المتورطين في الجريمة.
وكان تورط القحطاني في جريمة قتل خاشقجي متسقًا مع النمط الذي اتبعه، باستخدام الترهيب والتهديد والمراقبة والقرصنة للترويج لحملات إعلامية نيابة عن ولي العهد السعودي، وفقًا لتقارير منشورة وروايات متعددة لأكاديميين ونشطاء سعوديين تحدثوا للمنظمة.
وخلال الفترة 2017-2018، قبل اغتيال خاشقجي، تواصل القحطاني مع العديد من السعوديين الذين لهم عدد كبير من المتابعين على تويتر وطلب منهم التغريد لدعم الحكومة.
وهدّد مسؤولون يعملون لدى القحطاني بالقبض على من لم يمتثل لإملاءاته، وتم القبض على أولئك الذين لم يمتثلوا لتلك الأوامر، وفي حالة خاشقجي كان القتل هو النتيجة.
كما أشرف القحطاني على تعذيب الناشطة الحقوقية البارزة لجين الهذلول، التي اعتقلها مسؤولون سعوديون لدفاعها عن حقوق المرأة.
وخلال إخفاء الهذلول القسري في سجن سري عام 2018، قام عناصر الأمن، ومنهم القحطاني بتعريضها للتعذيب النفسي والجسدي.
وقاموا بصعقها بالكهرباء وجلدها والاعتداء عليها جنسيًا وتم حرمانها من النوم، بحسب ما أفادت أسرتها، كما أشرف القحطاني على عمليات تعذيب في عدة مناسبات.
وبحسب ما ذكره أفراد عائلتها، فإنه خلال إحدى الجلسات قال لها القحطاني: “سأقتلك وسأقطعك إربًا إربًا وسأرميك في المجاري. لكن قبل ذلك، سأغتصبك”.
وقال العودة: “يجب أن يمثل القحطاني ورئيسه- ولي العهد- أمام العدالة على جرائمهم ضد النشطاء السعوديين السلميين”.
وولد القحطاني عام 1978 وتخرج في جامعة الملك سعود بدرجة البكالوريوس في القانون، ثم تدرّب في القوات الجوية السعودية وأصبح رقيبًا، وعمل لاحقًا في الديوان الملكي السعودي من 2012-2019 في مجال الاستشارات الإعلامية.