شدوى الصلاح
استنكر الباحث السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة، تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بأن إسرائيل ساعدت في تحقيق السلام والاستقرار، قائلاً إن هذه الأخبار التي ظهرت للعلن جزء يسير من تشابك العلاقات السرية بين الرياض وتل أبيب.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن هذه العلاقة قد تكون إحدى الأوراق الرابحة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الحصول على رضى الإدارة الأميركية التي يرأسها جو بايدن، الغاضبة منه بسبب ملف حقوق الإنسان في السعودية، وفشله في حسم حرب اليمن.
وأوضح أبو عزة، أن السعودية على رأس قائمة الدول العربية المرشحة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها تسعى لقطف ثمار هذا التطبيع بموافقة إدارة بايدن بتولي بن سلمان للحكم خلفاً لوالده بعد وفاته.
وأكد أن الرياض تتخذ مواقف سلبي من القضية الفلسطينية، في مقابل مواقف إيجابية تجاه إسرائيل، لافتاً إلى أن العلاقات بين الرياض وتل أبيب قائمة في أغلب المجالات الحيوية دون الوصول إلى تبادل البعثات الدبلوماسية والسفراء.
وأوضح أبو عزة، أن السياسة السعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، تتّجه نحو العلاقة التصاعدية مع إسرائيل، مشيراً إلى لقاءات بن سلمان مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم.
وذكر أيضا بتنسيق المواقف السياسية في الوقوف إلى جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، للخروج من الاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة إلى العلاقات الأمنية والاستخباراتية الواسعة بين السعودية والكيان الإسرائيلي.
وأشار الباحث السياسي الفلسطيني، إلى أن الرياض منذ توقيع اتفاقيات التطبيع المسماة “أبراهام”، فتحت الرياض سماءها لعبور الطائرات الإسرائيلية، من وإلى أبو ظبي والمنامة، وخرجت أنباء عن شراء السعودية برامج التجسس الإسرائيلية، خاصةً برنامج بيجاسوس.
وتطرق إلى تنسيق السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي للمواقف السياسية حول البرنامج النووي في إيران، قائلاً إن علاقة الرياض وتل أبيب قابلها علاقة مشحونة مع الشعب الفلسطيني، عبر حملة الاعتقالات السعودية لفلسطينيين بتهمة المساعدة المالية للفلسطينيين.
ولفت إلى خفض الرياض مساعداتها للسلطة الفلسطينية، وانخفاض العلاقات الدبلوماسية لحدودها الدنيا بين الرياض ورام الله، بالإضافة إلى الموقف السعودي السلبي في أروقة الجامعة العربية بامتناعها عن إدانة التطبيع.
يشار إلى أن صحف عبرية احتفت بتصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، التي أدلى بها عقب اجتماعه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مادحاً دور “إسرائيل” في المنطقة.
فيما علق موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على تصريحات بن فرحان، قائلاً: “سيبقى وعينا مستحضرًا بصمات الكيان الإسرائيلي، منذ نشأته التي نراها ابتداءً بفلسطين، وجنوب لبنان ومصر، ومرورًا بالتسبب في انفصال السودان، وافتعال أزمة سد النهضة، وزرع الفتن وإشعال الفوضى؛ ولم ولن يكن يومًا عامل استقرار في المنطقة”.