قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي “يحيى عسيري” إنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن للسلطات السعودية تبييض صورتها فيها هي الإفراج عن المعتقلين وتبييض السجون.
وأوضح “عسيري” في لقاء عبر قناة “بي بي سي” مساء الأربعاء، تابعه موقع “الرأي الآخر”، أنّ صفقة شراء صندوق الاستثمار السعودي لنادي نيوكاسل هي محاولة واضحة من السلطات للتغطية على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.
ولفت إلى أنّ السعودية تسعى من خلال نشاطات كهذه إلى تطبيع وتوطيد علاقاتها مع الدول التي عادة ما توجه لها انتقادات تتعلق بحالة حقوق الإنسان في المملكة.
وألمح “عسيري” إلى شبهات فساد في صفقة الاستحواذ على “نيوكاسل”، مؤكدّا أنّ المبلغ الذي دُفع في الصفقة (نحو 415 مليون دولار) مبلغ مبالغ فيه بشكل كبير.
وأوضح أنّه لا يمكن الفصل بين ممارسات السلطات في ملف حقوق الإنسان وبين ونشاطاتها الاقتصادية، مبينًا أنّ الصندوق الذي استحوذ على النادي الإنجليزي هو نفسه الذي يملك الطائرات التي ذهبت إسطنبول لقتل جمال خاشقجي.
وانتقد “عسيري” تواطؤ الحكومات والشركات مع السعودية، لافتًا إلى أنّ هذه الكيانات تتجنب مناقشة ملف حقوق الإنسان في السعودية بسبب مصالحها مع المملكة.
ودعا في حديثه مشجعي نيوكاسل إلى إعلاء الأخلاق وقيم حقوق الإنسان على جميع الاعتبارات الأخرى، مؤكدّا على أنّ الفعاليات ستتواصل أمام نادي “نيوكاسل” للاحتجاج على الصفقة.
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كانت الصفقة تخدم الشعب السعودي، استبعد “عسيري” أن يكون للصفقة أي مردود على الشعب، لأنّ المستفيد منها فقط هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يرغب من خلالها بتجميل صورة المملكة والتغطية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وقلّل “عسيري” من شأن الضمانات التي قدّمها نادي “نيوكاسل” بشأن عدم سيطرة السعودية على النادي، مؤكدًا أنّ تلك الضمانات تهدف فقط إلى تلافي النقد الدولي، وتبييض صورة النادي أمام مناصريه والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأكّد أنّ السعودية لا تستهدف الاستفادة اقتصاديًا من صفقة الاستحواذ على نادي “نيوكاسل”، بل تبحث عن صورة نصر، وعن حضور إعلامي ورياضي لافت.
وأكّد الأمين العام لحزب التجمع الوطني على الاستمرار في ممارسة الضغط على السعودية لتحسين حالة حقوق الإنسان، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي في سجون المملكة.