سلطت صحيفة هندية ما قالت إنه تكهنات بتجهيز مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ليكون خلفًا لولي عهد أبوظبي شقيقه الشيخ محمد بن زايد.
ولطالما لقبته الصحافة العالمية بأنه “رجل الظل” أو “الرجل الغامض” والذي يلعب بالخفاء وخارج الأضواء والإعلام، وهو الذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في بلاده ويثق به شقيقه الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وكان لطحنون بن زايد دور محوري في العمليات العسكرية للبلاد في اليمن وليبيا، وفي جهوده الأخيرة لرأب الصدع مع المنافسين الإقليميين مثل تركيا وقطر وإيران.
وقالت صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” الهندية إن كلمة السر لفهم مكانة الشيخ طحنون في شؤون الشرق الأوسط يكمن في تلميعه من محمد بن زايد، فالرجلان يقودان بلدهما خلال فترة من عدم اليقين الاقتصادي والأمني والسياسة الخارجية.
وتاريخياً، تعتبر الولايات المتحدة الحامية لدولة الإمارات وغيرها من دول الخليج، فضلاً عن كونها شريكًا تجاريًا رئيسيًا.
كما ومع ازدياد حدة المنافسة الاقتصادية داخل شبه الجزيرة العربية تسعى دول الخليج إلى تحقيق أهداف تنويع مماثلة للاستعداد لمستقبل عندما لا يتمكن النفط وحده من الحفاظ على مكانة تلك الدول.
وتحت حكم محمد بن زايد، تجاوزت الإمارات ثقلها في جوارها – سياسياً واقتصادياً – وحصلت على لقب “إسبرطة الصغيرة” في دوائر الأمن القومي الأمريكية. لكن ولي العهد سيحتاج إلى مساعدة للحفاظ على هذا الوضع.
لهذا التفت إلى الشيخ طحنون، حيث عهِد إليه بملفات السياسة الخارجية الأكثر حساسية في الدولة الخليجية، كما عهد له بمحفظة أعمال واسعة النطاق تشمل مجموعة “رويال جروب” وشركة أبوظبي للتنمية القابضة وهي أكبر مقرض في الإمارات، وبنك أبوظبي الأول.
وبصفته مستشارًا للأمن القومي، للشيخ طحنون أيضًا يد في الجوانب الأكثر اتساعًا في فن الحكم. ويقول المسؤولون الأمريكيون أن الشقيقان في محاولة سرية للتأثير على إدارة ترامب في عام 2016، استغلّا الملياردير توم باراك كوسيط، حيث يواجه باراك لائحة اتهام لقيامه بعمل وكيل أجنبي غير مسجل لدولة الإمارات. وقد اعترف انه غير مذنب. ولم يتم اتهام أي مسؤول إماراتي بارتكاب أي مخالفات في القضية.
وأثار ظهور الشيخ طحنون (51 عامًا)، من غموض نسبي قبل خمس سنوات فقط تكهنات حول مكانه في الترتيب الأميري: هل يمكن أن يكون، بدلاً من أحد أبناء محمد بن زايد، هل هو التالي في الطابور ليصبح ولي العهد؟ لكن في الإمارات يجب إجراء أي نقاش حول الخلافة بصوت عالٍ، لكن عمليًا كل المسؤولين الإماراتيين اتفقوا على أن محمد بن زايد يهيئ الشيخ طحنون لأشياء أكبر. وقال مسؤول إماراتي رفيع: “لقد تم الإشراف عليه في كل جانب مهم من جوانب الدولة، لذلك عليك أن تعتقد أن هذه نقطة انطلاق لشيء ما”.
وتقول أوساط في قطر إن إرسال محمد بن زايد للشيخ طحنون للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في أغسطس “أرسل إشارة إلى أن أبوظبي جادة في تحسين العلاقات مع الدوحة”.
وفي الوقت نفسه، أدى إرسال الشيخ طحنون إلى الدوحة إلى تجنيب الزعيم الإماراتي الإحراج من تراجع شعبي في بلاده. فقد كان محمد بن زايد المحرك الرئيسي وراء الحظر المفروض على قطر لمدة ثلاث سنوات من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وعندما قرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من جانب واحد إنهاء الخلاف أواخر العام الماضي، لم يكن أمام محمد بن زايد أي خيار سوى أن يحذو حذوه. فقد كان هذا محرجًا بدرجة كافية دون الشعور بالإهانة الإضافية من الاضطرار إلى الظهور في صورة جماعية مبهجة مع أمير قطر وولي العهد السعودي، فيما وقف الشيخ طحنون بجانب أخيه مبتسمًا بشجاعة للكاميرا.
وتقول الصحيفة إن التفويض الدبلوماسي للشيخ طحنون يعد أمرًا حيويًا لتأمين الموقع الاستراتيجي للإمارات على المدى الطويل.
وتابعت الصحيفة في حديثها عن طحنون: “يشكل الغموض جزءا من شخصيته، إنه هادئ ودائم التنقل. يكون في الولايات المتحدة في يوم، ثم تكتشف في اليوم التالي أنه أصبح في طهران، وهو مع ذلك لا يتحدث عن تحركاته”.