شدوى الصلاح
قالت عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض الدكتورة نيبال علي، إن لقاءات المسؤول الأمني السابق سعد الجبري ونجلته حصة، أوصلت إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رسالة مفادها أننا ندق آخر مسمار في نعشك بكل طاقتنا وقوتنا.
وأضافت في حديثها مع الرأي الآخر، أن ظهور حصة على شبكة السي إن إن الأميركية استكمالاً للقاء والدها، وخرجت للتأكيد على معاناة أشقاءها عمر وسارة، وزوجها سالم المزيني، من الإخفاء والتعذيب، في إدانة إضافية تساند إدانة والدها لملف حقوق الإنسان بالمملكة.
ورأت نيبال، أن تصريحات حصة كاشفة عن ثقل حجم الملف الحقوقي والمعاناة التي يعانيها المعتقلين داخل السجون من تعذيب وتنكيل، مشيرة إلى أن السلطات السعودي لا تحترم حق المعتقلين ومنع تعذيبهم لانتزاع الاعترافات منهم بأي وسيلة حتى وإن كانوا مدانين.
ولفتت إلى قول حصة إن زوجها خطف وضرب وجسده به علامات التعذيب، مستنكرة تغيب أشقاء حصة قسرياً واتهامهم بالتورط في عمليات غسيل أموال، رغم صغر سنهم إبان اعتقالهم وصعوبة قيامهم بذلك في هذا السن.
واستهجنت نيبال، إيداع النظام السعودي ذوي الجبري وغيرهم من المعتقلين في سجون سرية ومباني خاصة بالاستخبارات لا يعرف بها أحد، وتغيبهم عن الحياة العامة، مؤكدة أن التغيب القسري إدانة جديدة لمحمد بن سلمان.
وعَدَّت إشارة حصة إلى اعتقال زوجها سالم المزيني لأول مرة في دبي، دليلاً على أن السلطات السعودية تعيد السيناريو ذاته في التعامل مع خصومها حال تواجدهم في الإمارات، مثلما فعلت مع لجين الهذلول وغيرها.
وتابعت عضو التجمع الوطني: “ذلك يعني أن أي أحد يكون في الإمارات لا يكون بأمان، لأنها تلبي طلبات السعودية سواء كان المطلوب اعتقاله مجرم فعلاً أو مطلوب لرغبة السلطات السعودية في التضيق عليه”.
وقالت إن حديث حصة عن سجن زوجها المزيني ضمن حملة اعتقالات الريتز التي شملت أمراء ورجال أعمال كبار ووزراء، يمثل نقطة سوداء في حياة ولي العهد السعودي لأن كل الأموال التي سحبت من المعتقلين لم يعلم بها الشعب شئ ولم تدخل خزينة الدولة.
وتابعت نيبال: “للجميع الحق أن يساءل عن مصير الأموال التي جمعها بن سلمان، خاصة أن المؤشرات تثبت أن البلاد تعاني من أزمات اقتصادية وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة وارتفاع في أسعار السلع”، مشيرة إلى أن كلامها يثبت سرقته واختلاسه للأموال العامة.
واستطردت: “بن سلمان يمتلك أكبر يخت وأغلى لوحة وأغلى قصر في العالم.. من أين كل هذه المبالغ؟”، مشيرة إلى أن مقابلة حصة الجبري جعلت ما يطلق عليهم “الوطنجية” المدافعين عن الحكومة يظهروا أكثر للعلن ويخرجوا للدفاع بصورة أكبر عن ولي العهد.
وسخرت نيبال قائلة: “الجبري وابنته دفعوا الوطنجية لعمل أكبر مساحة على تويتر بها حسابات معتمدة، وكانت ردود أفعالهم كلها واحدة بترديد عبارة تطالب الجبري وابنته بإرجاع الأموال التي نهبوها وتصفهم بأنهم حرامية”.
وأوضحت أن الـ11 مليون التي يتكلم عنها “الوطنجية” كانت مال يستخدمه الجبري في إكمال الصفقات بين السعودية وأميركا للحفاظ على الدولتين من الإرهاب، مؤكدة أن الجبري وابنته استطاعوا استنفاذ صبر المحسوبين على الدولة.
ورأت نيبال، أن الجبري وابنته استطاعوا أيضا فضح وتسليط الضوء على بعض أفعال بن سلمان المخجلة والإجرامية، متوقعة انهزامه أمام الجبري، لأن بن سلمان نشاطه الفكري وقدرته الاستيعابية محدودة أمام شخصية أمنية، وبالتالي لا يوجد موازنة بين الغباء والدهاء.