في الوقت الذي أبلغت فيه الجماعات الحقوقية بشكل متكرر عن حالات سوء المعاملة والانتهاكات في السجون المصرية، افتتحت وزارة الداخلية المصرية مجمع سجن وادي النطرون الجديد في شمال مصر، ودشنت معه أغنية مصاحبة للإطلاق.
وتم إنشاء المجمع، الذي سيكون أحد أكبر المجمعات في العالم، على مدار 10 أشهر وهو جاهز لاستضافة 25 في المائة من الطاقة الاستيعابية للسجون المصرية، وفقًا لوزارة الداخلية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن في وقت سابق عن افتتاح ما وصفه بمجمع سجون “على الطراز الأمريكي”.
ونددت جماعات حقوقية بمصر بحالة سجونها واحتجاز آلاف النشطاء.
ونشرت وزارة الداخلية، الخميس، مقطع فيديو على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه أغنية تصف حياة النزلاء في مجمع السجون، ما أثار استهزاء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
الأغنية التي تحمل عنوان “فرصة جديدة” يؤديها مغنيان مصريان مشهوران وتضم سجناء حقيقيين وافقوا على الظهور فيها.
وتصور اللقطات الحياة في السجن على عكس ما هو معروف في مصر يعرض الأنشطة الرياضية والاقتصادية والفنية والدينية في مركز الاحتجاز، بالإضافة إلى دورات للسجناء لتعلم الحرف والمهن الجديدة التي يقدمها متخصصون.
ويُظهر الفيديو أيضًا مستشفى مجهزًا جيدًا غير متاح لعامة المصريين خارج السجن للعلاج.
ورد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الفيديو بسخرية وسخرية.
وكتب أحد مستخدمي تويتر: “تُظهر الصورة الأولى مكتبة في مجمع السجن الجديد، بينما تعرض الثانية فصلًا دراسيًا في مدرسة عامة. في مصر، سترى العجائب”.
وغرد آخر: “مهزلة .. لقد صنعوا أغنية جديدة بمناسبة افتتاح أكبر مجمع سجون .. مترجمة لأسيادهم رعاة قمح المصريين [الولايات المتحدة]. هذا ليس انجازا .. إنها فضيحة في بلد توجد فيه مدارس وقال اخر “ليس لديهم مكاتب والمستشفيات ليس بها اسرة ويتم القضاء على المعتقلين السياسيين في أقذر السجون”.
واتهمت جماعات حقوقية محلية ودولية الحكومة المصرية بالإشراف على أسوأ حملة في البلاد ضد حقوق الإنسان منذ عقود، حيث يقبع نحو 60 ألف من منتقديها خلف القضبان. عانى البعض من الإهمال الطبي وتركوا ليموتوا ببطء، بينما أُعدم العشرات غيرهم.
وفي سبتمبر، قال أفراد عائلة الناشط البارز علاء عبد الفتاح إنهم قلقون على سلامته بعد أن اقترح على القاضي الذي يترأس آخر جلسة استماع قبل المحاكمة أنه يمكنه الانتحار ما لم تتحسن ظروفه في سجن طرة سيئ السمعة. أنه سينقل إلى سجن آخر.
تم حبس عبد الفتاح في الحبس الانفرادي ومُنع من مغادرة زنزانته أو التواصل مع العالم الخارجي منذ أكثر من عامين.
ويُحاكم عبد الفتاح أمام محكمة أمن الدولة التي لا يمكن استئناف حكمها بتهم نشر أخبار كاذبة والانتماء إلى جماعة إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل ذلك، عانى السياسي والمرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، من إهمال طبي أثناء احتجازه أيضًا في الحبس الانفرادي بسجن طرة.