أفادت الصحيفة “التايمز” اللندنية الثلاثاء أن السعودية والصين اتهمتا بعرقلة التقدم في مؤتمر المناخ في غلاسكو بعد رفض الموافقة على الإبلاغ بشفافية عن الانبعاثات.
وقال كبار المفاوضين في المؤتمر للصحيفة إن البلدين رفضا الإجراء الذي تم اقتراحه بسبب مخاوف من عدم قيام الحكومات بالإبلاغ عن المدى الحقيقي لانبعاثات الكربون.
وبحسب ما ورد، يشعر كلا البلدين بالقلق من أنه من خلال تبادل البيانات المناخية سوف يكشفان عن بيانات حول النمو الاقتصادي.
يُذكر أن الانبعاثات السعودية مرتبطة بقوة بأرامكو السعودية، أكبر شركة في البلاد وعملاق النفط العالمي. في حين الشفافية الكاملة حول انبعاثات المملكة قد تعني الكشف عن معلومات حول الأداء الاقتصادي للشركة.
وبالمثل، حددت الصين أهدافًا مناخية بناءً على خفض الانبعاثات لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني أن البيانات المتعلقة بالانبعاثات ستكشف عن تفاصيل أوسع حول حالة الاقتصاد الوطني.
ويقال إن تحفظ الوفدين السعودي والصيني يمنع المفاوضين من التقدم إلى قضايا أخرى.
ويقال كذلك إن كلا البلدين يقاومان صياغة محددة في النص تعبر عن الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. ولا يرغب أي منهما في التخلص التدريجي من استهلاك الفحم والنفط بسرعة أكبر.
من جهته، قال السير ديفيد كينج، المستشار العلمي السابق لحكومة المملكة المتحدة، في مؤتمر المناخ إنه يجب أن يكون لدى الأمم المتحدة نظام يمكنه التحقق مما إذا كانت الدول تفي بوعودها وأهدافها.
وبالنسبة للعديد من البلدان في الشرق الأوسط، تلقي قمة المناخ بشكل صارخ الانقسام في قلب تغير المناخ: فهي ليست مسؤولة بشكل رئيسي عن المشكلة، لكنها ستتأثر بشدة بها.
وتنتج دول مجموعة العشرين نحو 80 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، منها دولتان فقط، المملكة وتركيا، من المنطقة. لكن حرق الوقود الأحفوري الذي أدى إلى هذه الكارثة أوجد ثروة وازدهار بعض أقوى اللاعبين في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن درجات الحرارة الشديدة والجفاف والهجرة بسبب المناخ والاضطراب الواسع النطاق للممارسات الزراعية التي غالبًا ما تعود إلى قرون هي بالفعل سمة من سمات الحياة اليومية في المنطقة.
وساعد تغير المناخ على تأجيج الحرب الأهلية والصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا وليبيا واليمن.
ومع ذلك، فإن المصالح الاقتصادية المكتسبة والمشاكل الملحة التي تواجه مجتمعات الشرق الأوسط تعني أن اتخاذ إجراءات هادفة وطويلة الأجل بشأن تغير المناخ أمر محفوف بالصعوبات.
وعلاوة على ذلك، فإن تلك الأصوات المؤيدة لاتخاذ إجراءات شاملة لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري، مثل النشطاء البيئيين من جنوب الكرة الأرضية، تم استبعادها إلى حد كبير من مؤتمر المناخ بينما قام المليارديرات مثل جيف بيزوس من أمازون بالطيران على متن طائرات خاصة للاستيلاء على الأضواء.