قال مركز “مناصرة معتقلي الإمارات” إن الإمارات تنفق المليارات من الدولارات لتحسين سمعتها على الساحة الدولية وترويج فكرة “التسامح”، علمًا أنها الدولة الأكثر بوليسية في العالم.
وأشار تقرير المركز أنه خلال السنوات الأخيرة سعت السلطات الإماراتية جاهدة إلى تحسين سمعتها على الساحة الدولية، من خلال ما يسمى بـ”استراتيجية القوة الناعمة”، وبفضل حملة علاقات عامة ناجحة ومنسقة للغاية، استطاعت أن ترسم لنفسها صورة براقة كدولة حديثة ومنفتحة ومتسامحة.
ولفت المركز إلى أن هذا النجاح لم يكن بالمجان، فقد أنفقت أبوظبي مليارات الدولارات على قائمة طويلة من المشاريع الضخمة، ثقافية، تعليمية ورياضية، تركت صورة مثالية عن الإمارات كوجهة سياحية فاخرة تستضيف الأحداث الثقافية العالمية مثل “الأولمبياد الخاص 2019” في أبوظبي، ومعرض “إكسبو 2020” المقام حالياً في دبي.
وقد سعت السلطات الإماراتية خلال الأعوام الأخيرة إلى استغلال هذه الصورة اللامعة عن الدولة في الإعلام العالمي، فاستضافت فعاليات مكلفة وباهظة، بهدف الترويج لنفسها كملاذ آمن وسط الفوضى والنزاعات في الشرق الأوسط، وكواحة للتعايش والتسامح بين الشعوب والأديان.
وأشار التقرير إلى أن فكرة التسامح تحديداً، بدت مركزية في حملات أبوظبي الإعلامية لتحسين صورتها، خصوصاً من فبراير 2016، يوم أن تم استحداث منصب وزير دولة للتسامح، ومنذ ذلك الحين زجت السلطات بكلمة “التسامح” في كل الأحداث التي تستضيفها الحكومة أو القرارات التي تصدرها.
وفي نهاية 2018 قامت السلطات بتنظيم ما يسمى بـ”القمة العالمية للتسامح”، ثم أعلن الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تسمية عام 2019 بـ”عام التسامح”. واليوم، تحاول الإمارات استغلال “إكسبو دبي” للترويج لنفسها كدولة متسامحة من خلال إطلاق ما أسمته “أسبوع التسامح والتعايش في إكسبو دبي 2020” والذي يمتد من 14 – 20 نوفمبر الحالي.
وقال تقرير المركز الحقوقي: “كل هذه المبادرات وحملات التسامح الإعلامية التي أعلنت عنها السلطات تم تدعيمها بقصص إنسانية تهدف إلى تعزيز الوجه الإنساني لها، مثل لم شمل عائلة أسترالية علقت في سيريلانكا، أو ما شابهها من القصص”.
واستدرك بالقول: “لكن خلف هذه الصورة البراقة التي تسعى السلطات لترويجها، تتربع حقائق مخيفة لا يعلمها الكثيرون عن أبوظبي، دفعت أوسكار جينز منسق الإمارات في منظمة العفو الدولية للقول: “إنها أكثر دولة بوليسية في الشرق الأوسط”.
وقال إن حقائق وقصص لا ينعدم فيها التسامح فقط بل تنعدم فيها الإنسانية، ويحضر الانتقام، ولعل قصة معتقلة الرأي الراحلة علياء عبد النور التي توفيت مقيدة بسرير المستشفى، تكفي وحدها لنسف الخطاب الإماراتي حول التسامح، إذ رفضت السلطات كل طلبات الاسترحام التي قدمتها عائلتها للإفراج الصحي عنها.
وأشار التقرير إلى قصص كثيرة تُثبت حرمان الإمارات للمعتقلين وعائلاتهم من رؤية بعضهم حتى بعد الموت، فتسامُح السلطات، لمْ يشمل إيمان بنت معتقل الرأي سالم ساحوه التي ماتت بعيداً عنه، ولم تسمح له أبوظبي بتوديعها أو حتى الصلاة عليها.
وأكد التقرير أن التسامح الإماراتي الذي يوزّع الإقامات الذهبية والجنسيات على المبدعين والفنانين، لم يشمل المواطن الإماراتي حمدان، نجل المعتقل عبد السلام درويش، الذي قامت السلطات بسحب جنسيته وإيقاف نفقات علاجه.
واختتم بالقول إنه لو سُئل أي معتقل إماراتي أو عائلته عن مبادرات التسامح التي تطلقها الإمارات فستكون إجابته الأكيدة: “لا نريد التسامح .. لكن توقفوا عن الانتقام”.