شدوى الصلاح
قال رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي محمود رفعت، إن تصعيد السعودية عداءها ضد إيران كان منذ البداية مدفوع بحالة من العنترية والهوجائية، بسبب انعدام خبرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحداثة سنه حين بدأ الحرب في اليمن قبل سبع سنوات.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن بن سلمان وصل إلى السلطة من موقع بعيد جدا عن العمل السياسي إذ كان بجانب والده الذي كان أميراً لمنطقة الرياض، وكل معرفته بالسياسة أو إدارة الحكم هو الجلوس إلى جوار أبيه البعيد عن العمل الدولي.
وأضاف رفعت، أن السعودية تحاول الآن التهدئة مع إيران لأنها لاعب مركزي في المنطقة، وتمتلك ثروات وفرص اقتصادية وخبرات صناعية ضخمة، وتسيطر روحيا على كثير من السكان بحكم أنها المرجعية الشيعية.
وأشار إلى أن الغرب أصبح يشتهي شراكة إيران ويسيل لعابه للتحالف معها، ولذلك يسعى لتسوية خلافاته معها ودمجها مرة ثانية، خاصة بعدما فشل لمدة عقدين ونصف في تركيعها، وصمدت أمام العقوبات.
ولفت رفعت، إلى وجود مساعي اقتصادية سعودية للدخول تحت عباءة إيران اليوم كون أميركا أظهرت في السنوات الأخيرة منذ عهد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس السابق دونالد ترامب، والرئيس الحالي جو بايدن أن التخلي على السعودية قادم لا محالة.
وأرجع ذلك إلى أن النفط قلت أهميته الاستراتيجية وبالتالي ضعفت مكانة السعودية عالمياً، مؤكداً أن السعودية الآن ساقها غائرة في بحر من الرمال المتحركة في اليمن ولا تستطيع وقف الحرب رغم أنها لا تستطيع عملياً استكمالها.
وبين رفعت، أن ذلك لأن إيقاف الحرب يعني ارتباك مالي ضخم لا تستطيع الخزانة السعودية تحمله، لأنه يعني إثبات الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها على مدار سنوات طويلة في اليمن، وبالتالي إلزامها بتعويضات ضخمة قد تصل إلى عقوبات دولية شديدة.
وتوقع أن تتوقف الحرب في فترة لا تستطيع السعودية مواصلتها، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تقترب.
يشار إلى أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أعلن في تصريحات إعلامية أمس الأول السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المحادثات السعودية الإيرانية التي انطلقت في العراق بالأشهر الأخيرة لتطبيع العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 6 سنوات ستسمر، ومن المتوقع إجراء جولة خامسة قريبا.