شدوى الصلاح
قال الدبلوماسي الليبي محمد سالم عميش، إن الدول الداعمة للثورة المضادة أدخلت مال فاسد لليبيا، استعداداً لشراء الذمم والأصوات بالانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2021 المقبل، مشيراً إلى أنها لديهم شخصيات معروفة لتنفيذ ذلك.
وحذر في حديثه مع الرأي الآخر، من أن الأمر ليس بالهين وتكتنفه الكثير من الغموض والريبة، مشيراً إلى أن الدول الداعمة للثورة المضادة هي الداعمة لعدوان اللواء الانقلابي خليفة حفتر، طيلة السنوات الماضية خاصة على طرابلس، وهي مصر والإمارات والأردن وفرنسا وروسيا -كما ورد في تقرير الخبراء المقدم للأمم المتحدة-.
وأوضح عميش، أن كل دولة لها مصالحها، منها الطامع بالاستحواذ على أكبر قدر من المصالح، والساعي للتخريب والفوضى، والراغب باستبعاد أي تيار إسلامي وإقصاءه من المشهد كلياً، والداعم لإرجاع نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي سيف الإسلام للحكم.
ولفت إلى أن الإمارات لا يهمها بالدرجة الأولى من سيفوز في نهاية الأمر ويحكم ليبيا سواء كان حفتر أو سيف الإسلام، إنما يهمها جلب الفوضى إلى ليبيا وعدم استقرارها، لأن في ذلك سحب للأنظار عنها خاصة من الناحية الاقتصادية.
وقال عميش، إن المشهد الليبي بالنسبة للانتخابات “ضبابي”، متوقعاً أن يكون الأسبوع الجاري حاسماً ويتضح فيه الرؤى، في ظل مطالبات دول عدة بأن يكون هناك نظام انتخابي متوازن لا يقصي أحد ويأخذ في الاعتبار الخلافات الموجودة.
ورجح أن يتم تأجيل الانتخابات وفق المقاييس العلمية، حتى يتواجد نوع من التوافق على قانون الانتخابات، وإلا ستكون الانتخابات عبارة عن قنبلة موقوتة تتسبب في اندلاع الحرب مرة أخرى خاصة إذا فاز أحد الأطراف المساهمة في العدوان على طرابلس.
وأشار عميش، إلى أن حفتر وسيف على طرفي النقيض، وحفتر لا يريد لسيف خوض المعركة الانتحابية ضده لأن ذلك انتقاص من فرص نجاحه، واصفا مشاركة سيف بالانتخابات بالغباء كونه ما زال مطلوب من محكمة الجنايات الدولية ولديه قضية لم تنتهي بعد.
ورأى أن ترشح سيف أربك المشهد وعقده زيادة، لأن هناك مدينة مثل الزاوية ترفض أن يكون سيف أو حفتر جزء من العملية الانتخابية، كما يرفض أهالي مدينة تاجوراء شرق طرابلس يرفض أهلها إجراء الانتخابات أو حتى وجود مراكز ودوائر انتخابية بها.
وتوقع عميش، أن يكون ترشح سيف، لعبة فقط لانتظار بديل آخر حقيقي لإثارة الزوبعة الإعلامية، ومن ثم إدخال شخصية أخرى، والأقرب أن تكون محمد أحمد الشريف صاحب العلاقة مع سيف، والذي كان رئيس هيئة الدعوة الإسلامية وأحد أعمدة النظام السابق.
ولفت إلى تسابق المرشحين للتغزل في الكيان الإسرائيلي وزيارته سرياً ظنا منهم أن ذلك سيحميهم من الملاحقة القانونية ويعزز فرص نجاحهم في الانتخابات، أو يكون لديهم مكانة لدي الإدارة الأميركية.