استنكر الرئيس التونسي الأسبق محمد منصف المرزوقي، سجن العميد الأسبق للمحامين التونسيين عبد الرزاق الكيلاني، قائلا إنه يمثل رسالة تهديد موجه من الرئيس الحالي قيس سعيد، للمعارضين له.
وأشار في تغريدة على حسابه بتويتر، اليوم الخميس، إلى نضال وشجاعة الكيلاني في مواجهة النظام القمعي السابق للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، مؤكدا أن سعيد سيلقى ذات المصير جراء ديكتاتوريته.
وأمس الأربعاء، أصدر القضاء العسكري في تونس، أمر إيداع في السجن بحق الكيلاني، عقب إجراء تحقيقات معه استمرت لساعات على خلفية تهم “الحث على العصيان وإثارة تجمع من شأنه المس بالأمن العام”.
وذلك بعدما طالب الكيلاني، برؤية موكله القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري، والذي جرى احتجازه بعد أن اختطفته الشرطة التونسية من أمام منزله في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، قد أعلن في وقت سابق تقديمه مذكرة ضد الكيلاني، أمام القاضي العسكري، متهمه بمحاولة استفزاز رجال الأمن والتحريض على العصيان بعد احتجاز البحيري.
من جهتها، قالت هيئة الدفاع عن الكيلاني، في بيان إن “قرار المحكمة العسكرية جائر ويندرج ضمن إطار الاستتباعات المباشرة لخطوات تطويع القضاء، وإصرار السلطة التنفيذية على اعتباره مجرد وظيفة”.
وأكدت الهيئة، أنها ستبدأ حملة وطنية ودولية للتعريف بما جرى لعميد المحاميين الأسبق، وتستعد لخوض كافة أشكال النضال ضد استبداد الرئيس التونسي، مشددة على تمسكها باستقلالية المحاماة.
يأتي قرار حبس الكيلاني، في ظل ازدياد المخاوف من استغلال سعيد، للقضاء العسكري لقمع معارضيه وخصومه السياسيين، بعد سلسلة من الاحتجاجات اندلعت في تونس ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية، وانهيار القطاع الصحي في البلاد.
وفي 25 يوليو/تموز 2021، أعلن الرئيس التونسي عدة قرارات استثنائية، أبرزها إقالة رئيس الحكومة من مهامه، وتولي رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يعيّن رئيسها لاحقا، إضافة إلى تجميد اختصاصات البرلمان، وانفجرت بعدها القوى السياسية ضده، رفضا لما اعتبرته انقلابا على الدستور.