شدوى الصلاح
قال السياسي والحقوقي المصري الدكتور أسامة رشدي، إن السلطات المصرية وسعت منذ مدة طويلة دوائر انتقامها لتتخطى السياسيين المعارضين ولاسيما المسؤولين والمنتخبين بعد ثورة يناير 2011، إلى عائلاتهم في تصعيد للضغوط على المعارضين.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر: “نحتاج لصفحات لشرح حالة من يمكن وصفهم بالرهائن ممن يحتجزون الآن للانتقام من ذويهم وأقاربهم، في مشهد غير مسبوق في تاريخ مصر من تدنى السلطة لهذا المستوى من أعمال إرهاب الدولة ضد خصومها السياسيين”.
وأشار رشدي، إلى أن الانتقام من الناشط المصري الأميركي صلاح سلطان، والد الحقوقي محمد سلطان، هو أحد نماذج ذلك، خاصة بعد قيام نجله برفع دعوى أمام القضاء الأميركي ضد عدد من المسؤولين عن مجزرة رابعة في 14 أغسطس/آب 2013.
ولفت إلى أن كان على رأس المسؤولين المقام الدعوة ضدهم، حازم الببلاوي رئيس الوزراء، الذي صادق على الهجوم على رابعة، الذي أسفر عن قتل أكثر من 1100 شخص وجرح آلاف آخرون في أكبر مذبحة يتعرض لها محتجين سلميين في العالم.
وأوضح رشدي، أن الببلاوي، كان يشغل منصبا في صندوق النقد الدولي ممثلاً عن مصر وكان مقيماً في واشنطن، لكن الدعوى القضائية التي رفعها محمد سلطان، دفعته لإنهاء عمله وإعادته إلى مصر خشية من تداعيات هذه الملاحقة القضائية.
وأكد أن النظام المصري اعتقل عدد من أبناء عمومة محمد سلطان، رغم أنهم لا علاقة لهم بأي عمل سياسي أو أدنى مسؤولية عن نشاطه، كما أخفى والده المحكوم عليه بالسجن المؤبد، ونقله لمكان احتجاز سري وعزله تماما عن العالم الخارجي.
وبين رشدي، أن هذه ليست سوى حالة من مئات الحالات التي يعتقل فيها أبناء وأزواج بنات وأشقاء عدد من المعارضين أو الإعلاميين المعارضين للنظام، بما في ذلك النساء، كعلا القرضاوي، التي ليس لها أي علاقة بالعمل السياسي وتعتقل منذ أربعة أعوام هي وزوجها.
وأضاف الناشط السياسي والحقوقي، أن علاء تسجن في زنزانة انفرادية بدون أن يسمح لها بزيارة أبنائها أو محاميها، وكل جريمتها أنها ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وذكر بابنة نائب مرشد الإخوان المسلمين، عائشة خيرت الشاطر، المعتقلة هي وشقيقها وزوجات أخواتها انتقاماً من والدها، وشقيقة الوزير الأسبق الدكتور محمد محسوب، المعتقلة منذ عامين حتى الآن بلا سبب.
يشار إلى أن 15 منظمة حقوقية جددت في بيان أمس الأول الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، دعوتها للسلطات المصرية للإفراج عن الناشط البارز صلاح سلطان، المعتقل بمعزل عن العالم الخارجي منذ 15 يونيو/حزيران 2020.
ووصفت ظروف احتجاز سلطان بأنها “ترقى إلى الإخفاء القسري وقد ترقى إلى التعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، في انتقام محتمل بسبب النشاط الحقوقي لابنه”.