أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، على رغبة بلاده في توطيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
جاء ذلك خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء توجهه من الكونغو الديمقراطية إلى السنغال، ضمن جولة لإفريقيا بدأها الأحد.
وقال أردوغان: “نريد تعزيز علاقاتنا مع السعودية، ونرغب في دفع حوارنا الإيجابي معها قدما بخطوات ملموسة في الفترة المقبلة”.
وأشار إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الملك سلمان بن عبد العزيز، العام الماضي وإلى زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، للرياض ولقائه نظيره السعودي فيصل بن فرحان.
كما أعرب أردوغان، عن ترحيبه بزيارة رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، المرتقبة إلى أنقرة، مضيفا أن “الخطوة التي سيتم اتخاذها في العلاقات التركية الإسرائيلية خلال هذه الزيارة ستنعكس على أبعاد أخرى لاحقا”.
وتابع: “ثمة مسألة أخرى مهمة، تتمثل في اتخاذ خطوات في العلاقات التركية الإسرائيلية، بدءا من الغاز الطبيعي وصولا إلى العديد من القضايا”.
وأكد أردوغان، على ضرورة اتخاذ خطوات خلال هذه الزيارة بشأن القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن وجهة النظر السلبية لرئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، في ذلك الوقت حالت دون استمرار العملية.
وأوضح أنه “قد تكون هناك تطورات مختلفة كثيرا الآن، نأمل أن يؤدي اتخاذ هذه الخطوة بين تركيا وإسرائيل إلى تعزيز العلاقات بيننا، ومن ثم تحويل المنطقة إلى حوض سلام مستقبلا”.
ومنذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، زادت حدة التوترات بين الرياض وأنقرة، بعدما اتخذت تركيا موقفا مشددا تجاه محاكمة المسؤولين عن مقتله.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، دعا رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عجلان العجلان، إلى مقاطعة المنتجات التركية التي تشمل الاستيراد والاستثمار والسياحة.
وفي تحول غير متوقع، أبدت تركيا تغيرا ملحوظا بشأن مقتل خاشقجي، في أبريل/نيسان 2021، إذ رحب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، بالمحاكمة التي أجرتها الرياض، وأصدرت فيها حكما بسجن 8 متهمين بقتل خاشقجي بين 7 سنوات و20 عاما.
وقال كالين، إن “لديهم محكمة أجرت محاكمات واتخذوا قرارا، وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار”، داعيا السعودية إلى “إنهاء المقاطعة”.
وفي مايو/أيار 2021، أجرى أردوغان، اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحث فيه القضايا الثنائية بين البلدين، فيما لم تعلن وكالة الأنباء السعودية الرسمية تفاصيلا عن الاتصال، الذي جاء بعد أعوام من القطيعة بين البلدين.
يشار إلى أن أنقرة تعمل مؤخرا على تطبيع علاقاتها مع دول الخليج، في ضوء مساعي أردوغان لإصلاح اقتصاد بلاده، حيث تشهد تركيا أزمة اقتصادية حادة تهدد بقاءه في قيادة البلاد.