قال الكاتب والمختص “جيمس دورسي” إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قام بترويض مؤسسته الدينية شديدة المحافظة في المملكة وجعل القومية المفرطة بدلاً من الدين دعامة للهوية السعودية الجديدة في القرن الحادي والعشرين.
واستدرك في مقالٍ له على موقع “موديرن دبلوماسي”، لكن المستفيدين الأوائل من مرسوم حديث لمنح الجنسية للمتفوقين المتميزين في القانون والطب والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والرياضة يشيرون إلى أن الأمير محمد، على عكس المنافسين الرئيسيين للمملكة الذين يسعون إلى جذب المواهب الأجنبية بما في ذلك الولايات المتحدة تعتبر الإمارات وقطر وسنغافورة الدين مجال تنافس لا يقل أهمية.
وقال إن حقيقة أن ما يقرب من حصلوا على الجنسية مؤخرًا البالغ عددهم 27 شخصًا الذين حصلوا على الجنسية السعودية هم شخصيات دينية سنية وشيعية، وبعضهم ليس مقيمًا في المملكة.
ومن بين الذين تم منحهم الجنسية حديثاً مفتي البوسنة السابق مصطفى سيريك وحسين الداودي، زعيم الجالية المسلمة في السويد والعالم الشيعي اللبناني محمد الحسيني معروف بعدائه لإيران ودعوته إلى إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي.
إضافةً إلى محمد نمر السماك الأمين العام للجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار في لبنان. وعالم الإسلام اللبناني رضوان نايف السيد.
وأشار الباحث في مقاله إلى أن غالبية “المواطنين الجدد” هم أطباء وباحثون وعلماء ومهندسون ومؤرخون بارزون. كان علماء الدين، باستثناء الحسيني، إما موقعين على إعلان مكة لعام 2020 الذي دعا إلى التسامح والتفاهم الثقافي والديني و/ أو أعضاء في المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.
وحوّل الأمير محمد الرابطة التي كانت حتى عام 2015 وسيلة رئيسية للانتشار العالمي للوهابية، وهي فرع المملكة من الإسلام السني المحافظ المتشدد، إلى أداته الرئيسية لنشر رسالة التسامح الديني والحوار بين الأديان.
وقال إنها رسالة تُرجمت في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية للمناطق الشيعية المحرومة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية وتعيين الشيعة كرؤساء تنفيذيين لشركات رئيسية، بما في ذلك أرامكو، شركة النفط المملوكة للدولة.
ولفت الكاتب إلى أنه لم يُترجم إلى السماح للشيعة أو لأي شخص آخر في المملكة بالتعبير عن أنفسهم بحرية أو انتقاد ولي العهد أو سياسة الحكومة. كما أنه لم يدفع الحكومة إلى السماح لغير المسلمين بالعبادة في الأماكن العامة أو بناء دور عبادة لغير المسلمين.
وجاء تجنيس شخصيات دينية لبنانية وبوسنية في وقت يمر فيه كلا البلدين بأزمة.
وتقود المملكة حملة مقاطعة لبنان المفلس والمفرق بالفساد في محاولة لكسر سيطرة حزب الله، المليشيا المدعومة من إيران، على البلاد. لقد دفعت المقاطعة الدولة ذات الدخل المتوسط ذات مرة إلى الهاوية حيث تم تقليص أكثر من نصف سكانها ليعيشوا تحت خط الفقر.
وبالمثل، فإن البوسنة تتوازن على حافة منحدر حيث يهدد صرب البوسنة بتفجير اتحاد المسلمين والكروات والصرب.
يُشار إلى أن السعودية هي أحدث دولة تعلن عن برامج الجنسية أو الإقامة الدائمة المصممة لجذب المواهب العالمية، فيما أصبحت قطر في عام 2018 أول دولة خليجية تفعل ذلك، تليها سنغافورة في نوفمبر من العام الماضي والإمارات في يناير.
وكان لدى الإمارات وقطر برامج عقارية سابقة في حين أن قطر لديها أيضًا سجل في منح الرياضيين الأجانب الجنسية لتعزيز أدائها في البطولات الدولية.
أما المملكة، في وسيلة للتحايل أثارت نقاشا واستهزاء، منحت الجنسية في عام 2017 إلى صوفيا، وهي روبوت على شكل امرأة. قالت صوفيا، وهي تقلد الإنسان، في مؤتمر للمستثمرين رفيعي المستوى إنها تشرفت بأن تكون أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية.
وتعززت رمزية وسيلة التحايل من خلال حقيقة أن الروبوت على الرغم من تقليده لامرأة لم يرتدي غطاء رأس أو زيًا يغطي شكل جسمه. كانت قواعد اللباس بالنسبة للنساء في ذلك الوقت متحررة بشكل كبير.
لقد أخذت الإمارات زمام المبادرة في التحرر الاجتماعي في سعيها للبقاء جذابة للمغتربين، وتمكينها من مواجهة الجهود السعودية لإجبار الشركات التي ترغب في التعامل مع الحكومة السعودية على مقارها في المملكة بدلاً من دبي وإبراز الدولة كبلد. منارة الاعتدال.