شدوى الصلاح
رأى الأكاديمي المغربي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الحساني، أن توقيع بلاده اتفاقية تعاون أمني، مع الاحتلال الإسرائيلي، بمثابة إعطاء ضوء أخضر لمجرم سفاح بأن له كامل الحق في قتل الفلسطينين، وبذلك يصبح المغرب شريكا في الجرم أراد ذلك أم كره.
واستنكر في حديثه مع الرأي الآخر، زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى المغرب، المقرر توقيع اتفاقية التعاون الأمني خلالها، والتي تعد الزيارة الأولى منذ التطبيع المغربي مع الاحتلال رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 2020.
وأضاف الحساني: “لا ينبغي الحصول على ضمانة أميركية أو صهيونية لترسيخ مغربية الصحراء التي هي محل إجماع كل المكونات السياسية والدعوية والمدنية، ولا ينبغي أن يصبح ذلك مبررا لكل هذه الهرولة التي يسير بها التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني”.
ورأى أن التقارير التي نشرتها بعض الصحف الإسبانية بأن ضمن الاتفاقيات المتوقع توقيعها “إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية”بنواحي مدينة الناظور، إن صحت ستكون كارثة حقيقية، ومعناها أن هناك جزء من التراب الوطني المغربي سيصبح تحت الوصاية “الإسرائيلية”.
وحذر الحساني، من أن هذا تحول خطير بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مسار المغرب كبلد، مؤكداً أن ما يحدث من النظام المغربي يعد على المستوى الأخلاقي “جرم”، وعلى المستوى القانوني “مخالفة وخرق للقانون الدولي وتناقض في المبادئ”.
وتابع: “إذا كان المغاربة قد بذلوا أموالهم ودمائهم لاسترجاع الصحراء من المحتل الأسباني، فمفترض إدراك قبح وبشاعة الاحتلال”، متسائلاً: “كيف تضع يدها في يد احتلال سفك الدماء ودمر المنازل وهجر الآلاف من أهل البلد الحقيقيين من أرضهم”.
وقال الحساني، إن الشق الآخر الذي يعتبر خطيرا في هذه الزيارة هو الشق الأمني، لأن مفهوم الأمن عند الاحتلال لا يعني إلا الأمن السيبراني التجسسي، ويكفي أن المغرب وجد نفسه ضمن لائحة الدول التي استخدمت تطبيق بيجاسوس ضد معارضين في الداخل.
وأشار إلى أن الجزائر كانت قد اعتبرت نفسها مستهدفة بذلك من طرف المغرب وفرنسا في شخص رئيسها الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أن ذلك أدخل المغرب في دوامة لم تنتهي بعد، وعوضا أن تثبت براءتها فإن اتفاقها الأمني السيبراني سيدخلها في متاهات أخرى.
وأضاف الحساني: “يبدو أن النظام المغربي حريص على هذه المتاهات وكأنه يرى الخلاص في يد الصهاينة”، متوقعا أن يكون هذا الاتفاق شؤما على المغرب وصحرائه، لأن التاريخ أثبت أن الصهاينة لم يحترموا طيلة تاريخهم أي اتفاق.
واختتم حديثه قائلاً: “إن كانت الدولة المغربية تظن أن هرولتها بهذا الشكل الفج في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي سيقوي موقفها الدولي بما يتعلق بقضية الصحراء، فإنه السراب الذي يجري وراءه النظام”.