شدوى الصلاح
قال الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني المعارض يحيى عسيري، إن إفراج السلطات السعودية عن الدكتور عامر متروك الفالح، جاء نتيجة الخطوات التصعيدية التي اتخذها والده الإصلاحي والحقوقي الكبير الدكتور متروك الفالح.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن الخطوات التي اتخذها متروك الفالح بالنشر والحديث عن قضية نجله بداية من طريقة اعتقاله وما تبع ذلك من اختفاء السيارة التي كان يقلها، هي خطوات مشروعة من الناحية القانونية والنظامية والحقوقية، وهي عمل ذكي للغاية.
ورفض عسيري، ربط الإفراج عن عامر بحمله الجنسية الأميركية، مؤكدا أن الإفراج جاء بسبب الضغط الذي شكله والده بحديثه علانية وبوضوح وصراحة وباسمه الحقيقي عن ما تعرض له ابنه من اختفاء قسري، والذي دفع أمن الدولة للاعتراف بأنه لديها فور نشره.
ونصح بأن هذا ما يجب أن يكون من جميع أهالي المعتقلين، مشيرا إلى أن وعي متروك الفالح ومعرفته مكناه من مساعدة نجله في القضية، لأن السلطات السعودية تستخدم دائما الصمت لمزيد من القمع.
وأوضح عسيري، أن السلطات السعودية سواء المحقق أو جهة الاعتقال، دائما تقول لذوي المعتقلين أنهم يجب عليهم الصمت حتى لا تتصاعد القضية وحتى نستطيع حلها، مؤكدا أن هذا يقصد به كسب الوقت لممارسة مزيد من القمع والتعذيب والانتهاكات والتجاوزات.
وأشار إلى أن جنسية الدكتور عامر لم تتغير قبل نشر والده ما حدث له ولا بعده، وما تغير فقط هو أن والده تحدث عبر حسابه بتويتر، بعدما صبر أيام قليلة حتى يظهر ابنه وانتظروا ولم يحدث شئ، وعندما صعد حديثه أفرج عنه.
ولفت إلى أن الأمثلة على خشية السلطات السعودية من الضغوط كثيرة، مذكرا بالتصعيد الذي حصل في قضية علي النمر ابن شقيق رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر باقر النمر، والذي أفرج عنه على إثره في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021 الماضي، بعدما كان محكوما بالإعدام.
وذكر الأمين العام السابق لحزب التجمع، أيضا بالتصعيد الذي حصل في قضية الناشطة الحقوقية لجين الهذلول، والذي وصل حد أن يذكرها الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاباته الرئاسية بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، والتي أفرج عنها في فبراير/شباط 2021.
وأكد أن هذه السلطات لا تراعي قيمة المواطن ولا قيمة الإنسان ولا يهمها حقوق الإنسان ولا أي شئ إلا سمعتها وإذا شعرت أن سمعتها ومصالحها تتضرر هنا تتحرك، مشددا على أن ممارسة الضغوط من قبل أهالي المعتقلين أحد اهم وسائل الإفراج.
وأشار عسيري، إلى أن وسائل الضغط على السلطات السعودية عديدة، تبدأ بكشف ملابسات القضية، وعدم الصمت، سواء بالحديث علانية أو بالتواصل مع المنظمات المتخصصة الموثوقة لنقل المعاناة وتصعيدها.
يشار إلى أن متروك الفالح بشر في تغريدة مساء أمس الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2021، بالإفراج عن نجله، ووصوله البيت، بعد اختفاءه منذ السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، واعتراف أمن الدولة أنه لديهم بعدما ناشد الملك سلمان وولي العهد للكشف عن مكانه.
وكانت منظمة القسط لحقوق الإنسان، التي كان يرأسها يحيى عسيري، دعت السلطات السعودية إلى إطلاق سراح عامر الفالح فوراً دون قيد أو شرط، مطالبة بضرورة احترام القوانين الدولية في الضبط والإحضار، وعدم اعتقال الأفراد دون أن يتم إعلامهم بسبب ومكان الاعتقال.