قال الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض يحيى عسيري، إن خروج ثورات الربيع العربي يعد دليلا على تطلع شعوب البلدان العربية للديمقراطية وتحديد مصيرها، وتطلعها إلى أن تحكم بلدانها، كاشفا عن آليات الوصول إلى جولة جديدة من الربيع العربي.
وأضاف خلال كلمته في مؤتمر “الديمقراطية أولا في العالم العربي” الموازي لقمة الديمقراطية التي دعا لها الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي عقدته شخصيات وكيانات عربية أمس الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021: “نؤمن أننا كشعوب نستحق الديمقراطية أولا”.
وأكد عسيري، أن الشعوب العربية تستطيع تحقيقها، مستنكر تعذر الحكومات المستبدة بأن هذه الشعوب غير جاهزة للديمقراطية وغير قادرة على تطبيقها، وتذرعهم بما حصل من ردة بعد أحداث الربيع العربي.
وأشار إلى أن الربيع العربي خرج تَوْقا للديمقراطية، وهتفت الشعوب “عيش حرية كرامة إنسانية” رفضا للقمع والرغبة في التخلص من الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية التي تخدم أجندات خارجية ومصالح ضيقة لعصابات متحكمة في هذه البلدان، على حساب شعوبها.
ورأى عسيري، أن الردة التي حصلت لثورات الربيع العربي كانت بدفع أنظمة استبدادية عديدة موجودة في المنطقة تملك أموال انقلبت على الربيع العربي واستطاعت استعادة شئ من قوتها وإعادة الشعوب للوراء قليلا.
ووصف تجربة ثورات الربيع العربي بالثرية والجديدة، لافتا إلى أن الثورات الأوروبية لم يحصل شعوبها على حقوقهم وحرياتهم ويبنوا مجتمعات ديمقراطية ويحصلوا على مجتمع مدني متطور إلا بعد سنوات طويلة من التقدم والتأخر.
وتابع الأمين العام السابق لحزب التجمع: “لذلك نقول أن الشعوب العربية أصبحت أكثر وعيا من قبل ويجب أن نثق في أنفسنا من هذه الناحية، ونكرس هذا الأمر، ونتمسك بما نقول وننادي به من حقوق وحريات وعدالة”.
وحث على بناء مستقبل الأوطان ومحاربة للفساد والكراهية وزرع للتعايش واعتبار الاختلافات سبل للإفراغ وليست سبل للصراع كما توظفها الأنظمة الاستبدادية”، متمنيا التمسك بهذه القيم قدر المستطاع والتحالف فيما بيننا ودعم حراك الشعوب في كل المنطقة العربية.
وأشار عسيري، إلى أن هناك أخطاء ارتكبت في الماضي وما زالت ترتكب إلى الآن إما بدعم بعض الطغاة أو التحزبات التي تأخذنا بعيدا عن الحقوق والحريات، مؤكدا أن الأنظمة الاستبدادية فيما بينها يختلفون في كل شئ إلا في قمع شعوبهم.
وقال: “إذا استطعنا أن نقضي على هذه الماكينة التي زرعتها الأنظمة الاستبدادية في منطقتنا سنستطيع أن نعيد جولة جديدة من الربيع العربي تكون أقوى على هذه الأنظمة الاستبدادية”.