وصف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة صفقة الدفاع المغربية الإسرائيلية بأنها “تحالف عسكري قذر”.
وألقى لعمامرة تصريحاته خلال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلام والأمن في إفريقيا الخميس في وهران بالجزائر.
وأكد أن “كل خطوة تقوم بها السلطات المغربية تتعلق بهذا التحالف القذر تبعدها أكثر عن الجزائر وشعبها”.
وقال العمامرة، التحالف المغربي الإسرائيلي: “يعكس التشابه بين قوتين إقليميتين توسعيتين تدفعهما تجاهل ضحاياهما المحرومين من حقوقهم غير القابلة للتصرف”.
ووقع المغرب والكيان مذكرة تفاهم حول التعاون الأمني والاستخباراتي خلال زيارة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.
وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام في 1993 ، بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان ، أقامت المغرب والكيان علاقات دبلوماسية. لكن العلاقات قطعت عام 2000 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وفي سبتمبر 2020، استأنف المغرب علاقاته مع الكيان كجزء من اتفاقيات التطبيع التي رعتها الولايات المتحدة، والتي شهدت بدء العديد من الدول العربية العلاقات مع الكيان.
وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية أوردت بأن الجزائر تتدارس سبُل الرد على المحور العسكري المغربي-الإسرائيلي، على خلفية الصفقات الحربية الموقعة بين الطرفين من أجل تدعيم الأمن القومي للبلدين، لافتة إلى أن الجزائر العاصمة تبتغي توجيه جهودها نحو قضية الصحراء المغربية وإشكالات منطقة الساحل.
ورصدت الصحيفة الفرنسية مجموعة من الردود الجزائرية إزاء لقاء الدفاع الإسرائيلي بمسؤولين مغاربة؛ وهو ما جسدته مقالات صحيفة “لكسبريسيون” المقربة من دوائر السلطة، بتأكيدها أن “الموساد بات قريبا من الحدود الجزائرية، ما سيخلف عواقب جيو-سياسية وخيمة على أمنها”.
وكان وليد عبد الحي قال في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية إن ” ما يصدر من دراسات عن المؤسسات الإسرائيلية وبخاصة معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وغيره يشير إلى متابعة حثيثة لما يجري في المغرب العربي ويعتبر الإسرائيليون أن الجزائر هي الدولة المحورية في المغرب العربي, وأنها بتراثها الثوري تشكل مانعا من تعميق التغلغل الإسرائيلي في تلك المنطقة, وعليه فهي تحاول توظيف المغرب لإنهاك البنية الجزائرية وإضعافها”.
ويرى هذا المحلل السياسي أن “المستقبل ينطوي على احتمالات تزايد “الاحتكاك المباشر وغير المباشر” بين الجزائر والكيان بخاصة في الجوانب الأمنية وقضايا الأقليات والعلاقات مع إفريقيا”.