على الرغم من إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”إنستجرام”، العديد من الحسابات المناصرة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للانتهاكات الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقيامهم بحملات إعدام رقمية ضد المحتوى الفلسطيني بحجة مخالفة المعايير والحض على الكراهية، قامت شركة ميتافيرس بتعديل سياستها المتعلقة بخطاب الكراهية للسماح بالتحريض على العنف ضد الجنود الروس بشكل مؤقت.
ورأى سياسيون وناشطون، على تويتر، أن تعديل شركة ميتافيرس لسياستها، ازدواجية وكيل بمكياليين، وبأنها مرونةوفق تقديرات خاصة(رغم سياسة المنصة التي تمنع خطابات الكراهيةوالعنف).
وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، أن حرية المستخدم خدعة وأن من يقف خلف هذه الشركات هو من يُحددلنا خوارزميات التصفح، مشددين على أن هذا الانحياز يدفع الفلسطينيين ثمنه يوميا، من سلامتهم وحقوقهم وأرواحهم، جراء حجب المحتوى الذي يفضح ويوثق جرائم الاحتلال الصهيوني.
وأشار ناشطون إلى أنه عندما كانت الأنظمة الأمريكية، يمولون تنظيم الإرهاب الدولي “داعش”، كانت برامج فيسبوك وانستغرام والواتساب واليوتيوب والتلغرام جميعها داعمة بقوة للمحتوى الداعشي ونشر كل ما يتعلق بهم، متسائلين: ” ما هو مصير حرية التعبير و الرأي الآخر حينما لا يعجب الغرب الديموقراطي؟”.
وكانت شركة “ميتا” أعلنت إجراء تعديل على قواعدها للسماح برسائل “عنيفة” ضد الروس الذين يدعمون الحرب في أوكرانيا والجنود الروس المشاركين في الحرب، على منصتى فيسبوك وانستغرام.
وردا على التحول في سياسة ميتا ، دعت روسيا الولايات المتحدة إلى وقف “الأنشطة المتطرفة” لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي، معلنة أنها ستلاحق شركة “ميتا “قانونياً بسبب “دعوات إلى قتل” مواطنين روس.
الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أكد أن الحرب على أوكرانيا فضحت تناقضات الغرب، وأن هذا الأمر ليس واضح عند العديد من الغربيين، قائلا إن تغيير فيسبوك لقواعدها بشأن مكافحة الخطاب العنيف ذكرنا بمطاردة المحتوى الفلسطيني.
فيما أشار الناشط السياسي عمر مدنية، إلى أن فيسبوك أغلق له العديد من الحسابات بسبب نشره عن الانتهاكات الروسية بحق الشعب السوري، قائلا: “اليوم فيسبوك يسمح لك بنشر الإجرام الروسي في أوكرانيا حتى لو نشرت صور قتلى الروس لن يحظرك”.
وكتبت الإعلامية تسابيح مبارك، أن سماح فيسبوك بنشر العبارات المناهضة للجيش الروسي، وتبريرها بأنها مرونة وفق تقديرات خاصة، على الرغم من سياسة المنصة التي تمنع خطابات الكراهيةوالعنف، يؤكد أن حرية المستخدم خدعةومن يقف خلف هذه الشركات هو من يُحددلنا خوارزميات التصفح.
كما قال الإعلامي أحمد منصور، إن بعد إغلاق فيسبوك ألاف الحسابات والذي كان منهم حسابه الشخصي بسبب تغطيتنا لاعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني علي الفلسطينيين، يسمح الأن بالمحتوى الذي يتضمن العنف ضد الجنود الروس، مضيفا أن الحرب على أوكرانيا فضحت الجميع وأكدت أن هذه أدوات تخدم الصهيونية والغرب.
ولفت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية دكتور عصام عبدالشافي، إلى استخدام الكثيرون لمقولات “ازدواجية المعايير، والغرب كيل بمكيالين”، متسائلا: “متى كان الغرب أو الشرق يكيل بمكيال واحد؟، ومتى كانت المعايير واحدة وليست ازدواجية أو تعددية؟”.
وأفادت الإعلامية غادة عويس، بأن فيسبوك بعد إغلاقة للصفحات ومنعه المنشورات الداعمة للقضية الفلسطينية، سيسمح بالتحريض على العنف ضد الروس والجنود الروس والدعوة لقتل بوتين.
فيما أشار الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، إلى أن تلك المنصات تتحرك فقط وفق رؤيتهم ومصالحهم، حيث رأى أن لا حل إلا بكسر احتكارهم لمنصات التواصل.
وطالب حساب مركز صدى سوشال، شركة “ميتا” بمراجعة قواعدها لمراعاة حرية التعبير وحق الجمهور في الوصول للمعلومات، بدلا من الانخراط في دعم طرف ضد آخر في صراع يروح ضحيته آلاف البشر.
كما طالب المركز بضرورة اعتراف الشركة بأخطائها والتراجع عن انحيازها الفاضح ودورها السياسي الذي يأتي على حساب حقوق الإنسان.
وشدد المركز، على أن هذا الانحياز يدفع الفلسطينيين ثمنه يوميا، ليس من حقهم في التعبير فحسب، ولكن أيضا من سلامتهم وحقوقهم وارواحهم، جراء تورط شركة “ميتا” في حجب المحتوى الذي يفضح ويوثق جرائم الاحتلال الصهيوني، ويدعم الحقوق الفلسطينية.