أفادت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان بنقل المعتقل عبد الله الحويطي، الذي يواجه خطر الإعدام، إلى مستشفى للأمراض النفسية.
وأوضحت المنظمة، وفق بيان وصل موقع “الرأي الآخر”، أن الحويطي مضرب عن الطعام منذ أربعة أيام.
وأشارت إلى أن السلطات السعودية منعت عبد الله من التواصل مع عائلته بشكل نهائي، وهو ما زاد من معاناته المستمرة داخل السجن.
وقالت المنظمة: “بسبب حالته النفسية الصعبة، نُقل إلى مستشفى الأمراض النفسية”.
وفي 2 مارس/ آذار الجاري، حكمت محكمة تبوك الجزائية السعودية بالإعدام “قصاصًا” على المعتقل عبد الله الحويطي، الذي اعتُقل وهو قاصر، بعد أن ألغت المحكمة العليا في نوفمبر 2021 حكمًا بإعدامه بموجب حدّ الحرابة كانت أصدرته نفس المحكمة في نوفمبر 2019.
واتهمت المحكمة الحويطي بالسطو المسلح على محل مجوهرات وقتل عسكري بسلاح ناري في محافظة ضباء.
كما أُدين خمسة آخرون معه بالتورط في نفس الجريمة وحُكِم على كل واحد منهم بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، بالإضافة للجلد ألف جلدة ودفع قيمة المسروقات التي تقدر بـ 800 ألف ريال سعودي.
وينتهك حكم الإعدام الصادر بحق الحويطي اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها السعودية عام 1996، كما ينتهك قانون نظام الأحداث المحلي الذي ينص صراحة على منع إصدار أحكام الإعدام بحق الأطفال (دون 15 عاما)، ويستبدلها بعقوبات أخرى (المادة 15).
وفي 8 مايو/ أيار 2017، داهم رجال أمن ملثمون منزل أسرة الطفل عبد الله الحويطي (مواليد 18 يوليو 2002)، الذي كان عمره حينها 14 عاماً، وقاموا باعتقاله وأخيه عبد العزيز واقتيادهما إلى مركز شرطة محافظة ضباء.
وفور وصوله وجهت له تهما بارتكاب جريمة السطو والقتل التي جرت في 6 مايو 2017.
وبحسب مذكرات الحويطي التي نشرتها والدته على تويتر، والتي دوّن فيها الإجراءات التي اتخذت معه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله حتى مصادقته على الأقوال التي كتبها المحقق، تعرض الحويطي لظروف مرعبة أجبرته على المصادقة على أقوال لم يكتبها بيده، وعلى حوادث لم يكن متورطاً فيها.
وقال إنه أجبر على الوقوف لساعات طويلة في مركز شرطة ضباء، كما تعرض للشتم والإهانات، وتعرض لمسلسل التعذيب الجسدي والنفسي، من أجل إرغامه على الاعتراف بارتكاب الجريمة، على الرغم أن كاميرات منصوبة في كورنيش مدينة ضباء أظهرت تواجده هناك وقت حدوث الجريمة.
وأوضح أنه أُجبر على الوقوف لساعات طويلة حتى فقد وعيه، وضُرب على الوجه، والبطن وباطن القدمين بسلك كهربائي، وأُجبر على الوقوف أمام المكيف مباشرة، وأُرغم على مسك قدمي شقيقه أثناء تعذيبه، واستخدام التعذيب النفسي ضده كإيهامه بأن والدته وأخواته معتقلات، ولن يُفرج عنهن إلا بعد اعترافه.
وأضاف “بعد أن تلقيت وجبات من التعذيب الجسدي على يد النقيب محمد صالح العنزي، قلت له أكتب ما تريد وأنا أبصم عليه”.
وفي مقطع صوتي بث على “واتساب”، ناشدت والدة عبد الله، الملك سلمان وولي العهد ووزير الداخلية ووزير العدل بالتدخل لإنقاذ حياة ابنها، الذي حُكِم عليه بالإعدام زوراً وظلماً في جريمة لا يعرف عنها شيء، ولا يستطيع تنفيذها بحسب قولها.
ورفضت السيدة الاتهامات التي اُدين ابنها بها، وذكرت أنه كان مع أخيه وأصدقائه في كورنيش ضباء وقت الحادثة، وأن هناك شهود على ذلك، بالإضافة إلى أن الكاميرات أثبتت تواجده هناك.