قال مركز الديمقراطية للشفافية إن القيادي الفلسطيني المفصول من حركة “فتح” ويعيش في أبوظبي يعتبر متعد المهام القذرة لسياسات الإمارات.
وأضاف تقرير موسع للمركز حياة دحلان كلها مقبرة من الأشخاص الذين قتلوا في الثورات المدبرة والقمع الشرس، والمؤامرات التي لعب فيها أدوارًا مختلفة في نفس الوقت.
وقالت إنه من أقوى الشخصيات في الوطن العربي، ومن أكثر الرجال رعبا ومكروهًا ولديه دعم في كل مكان، من واشنطن إلى “تل أبيب”، ومن طرابلس إلى بلغراد.
وعلى الرغم من حقيقة أن العديد من الحكومات تلاحقه، إلا أنه يتحرك مثل الظل عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويواصل خدمة وبلي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يدعي رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي أنه صديق عظيم له، والذي وجد في دحلان قاتلًا محترفًا لأقذر الوظائف مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي ومعارضين آخرين، خاصة في اليمن بالإضافة إلى سلسلة عمليات اغتصاب وتعذيب تهدف إلى إضعاف مقاومة خصوم بن سلمان وحليفه الرئيسي الشيخ محمد بن زايد.
ويعيش دحلان حاليًا في أبوظبي، حيث أصبح الرجل الموثوق به في “الوظائف القذرة” لعائلة آل نهيان، فقد أصبح المنفى ضروريا لأن رئيس حركة “فتح” الجديد، فيما يتهمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه قاتل الراحل ياسر عرفات.
ويقول تقرير المركز إنه مجرد أن كان في خدمة أبوظبي والرياض، بدأ دحلان في جعل الأمور كبيرة، على سبيل المثال من خلال تنظيم الانقلاب العسكري الذي أدى إلى عزل الرئيس المصري محمد مرسي عام 2013، من الناحية العسكرية والاستخباراتية، الاضطهاد الممنهج لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وتأسيس نظام السيسي في القاهرة.
كما اتهمته الحكومة التركية بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 ووضعه على قائمة الإرهابيين المطلوبين مع مكافأة قدرها 700 ألف دولار على رأسه، ميتًا أو حيًا وهذا لم يمنع دونالد ترامب من الاستمرار في استخدامه كمستشار، لدرجة أنه في تحقيقات مكتب المدعي الفيدرالي الأمريكي، هناك آثار لاجتماعات في المنامة، البحرين، في عام 2019، بين بعبع النظام السعودي وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب.
وعلى وجه الخصوص، الوثيقة رقم 1279 لما يسمى بـ “أوراق المنظور”، المؤرخة 5 سبتمبر 2019، والتي صاغها مركز “بيغن السادات” للدراسات الاستراتيجية والواردة في مجلدات التحقيق، يوصف دحلان بأنه “شخصية تكمن لعدة سنوات في ظل السياسة الفلسطينية والذي كان، بفضل التعاون بين ترامب والنظام الملكي السعودي، من بين مديري اتفاقيات التطبيع بين السعوديين والإسرائيليين، حيث جاء تأكيد هذه القراءة من الأميرين السعوديين والإماراتيين، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، اللذين أيدوا السياسة الإسرائيلية الأمريكية بشأن فلسطين، وعلى حد تعبير جاريد كوشنر، الذي اقترح الخروج عن خطة السلام العربية لعام 2002 وعدم المطالبة بحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
حيث كان دحلان هو الوسيط الرئيسي بين الأمير محمد بن زايد آل نهيان ووزير الجيش الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، العدو اللدود لحركة حماس في تلك المفاوضات.
وعلى من يعتبرونه خائنًا في غزة ورام الله، يردّ دحلان بمحاولة إنشاء حزب معارض بدعم من الإمارات ومصر، يشمل تيار “الإصلاح الديمقراطي” لحركة فتح والتي ستحاول احتلال السلطة في فلسطين بفضل المساعدات الأمريكية والقطرية للخدمات الصحية والتعليمية في غزة، وكذلك لإعادة إعمار المنازل التي دمرها الجيش الإسرائيلي.
وتعتبر مصادر مختلفة دحلان وسيطًا، نيابة عن دول الخليج، مع جهاز الأمن الإسرائيلي شين بيت ووكالة المخابرات المركزية. ففي وثائق المخابرات الصربية، يُعتبر دحلان صديقًا مقربًا لمدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت، وضابط الجيش اليهودي أمنون شاحاك، ومدير الموساد النافذ يعقوب بيري، ويقال إنه نظم وشارك في مهمات مشتركة في دول أوروبا الشرقية، الذي أخرجه ميدانيًا المسؤول السابق في منظمة التحرير الفلسطينية عدنان ياسين، الذي اعتقلته المخابرات الفرنسية عام 1993 في تونس، واعتبرته “خطيرًا للغاية”.