أكد وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي أنه لن يتراجع عن تصريحاته التي أدان فيها الحرب في اليمن، مشددًا على أنه أُجبر على الاستقالة من منصبه.
وفي 3 كانون الأول/ ديسمبر، قدم كرداحي استقالته في محاولة لتخفيف التوترات بين لبنان والسعودية، بعد تعرض البلاد لضغوط غير مسبوقة للإطاحة بالوزير البالغ من العمر 71 عامًا بعد أن انتقد الحرب المستمرة التي تقودها السعودية في اليمن.
وذكر في بيان استقالته أنه استقال ليس لأنه كان على استعداد للقيام بذلك، ولكن بسبب الضغوط الخارجية التي لا هوادة فيها التي تراكمت ضده.
وقال في مؤتمر صحفي عقب إعلان استقالته: “مصالح بلدي وشعبي وداعمي فوق مصلحتي الشخصية. لبنان أهم من جورج قرداحي والمصالح اللبنانية أهم من دور وزاري”.
وفي مقابلة مع تلفزيون العالم الإيراني، أكد قرداحي أنه لن يتراجع عن تصريحاته، وعندما سئل عما إذا كان سيكرر نفس التصريحات الانتقادية ضد السعودية، قال: “إنها حرب وحشية على اليمن”.
وأضاف “نعم سأكرر نفس التصريحات. لأنني لم أقل شيئًا يسيء إلى أي شخص وتحدثت بحسن نية. انطلقت الحملة ضدي بسبب تصريحاتي في لبنان. لذلك لو لم تبدأ هذه الحملة في لبنان لما شعر بها أحد “.
وأشار مرة أخرى إلى أنه أُجبر على الاستقالة تحت ضغط خارجي.
وقال قرداحي: “عندما استقلت، لم أشعر بالرضا عن إجباري على الاستقالة”، مضيفًا، مع ذلك، أنه استقال من أجل مصلحة لبنان.
وتابع “لولا هذه المشاكل والأزمات الحالية والإفلاس في لبنان، لما كان لدي سبب للاستقالة، وكان يمكن للحكومة أن تعارض استقالتي، ولربما رفضت الأمة اللبنانية كلها هذه الاستقالة”.
ولفت إلى أنه تعرض لضغوط من جميع الجهات لإجباره على الاستقالة، مضيفًا “قاومت أربعين يومًا، وكان بإمكاني المقاومة لمدة تصل إلى أربع سنوات، لكن كان عليّ مراعاة المصالح الوطنية”.
وقال: “لذلك، كنت أبحث عن مخرج لضمان المصالح الوطنية (لبلدي)، والحفاظ على كرامتي، ولإظهار أولئك الذين يلوموننا في جميع أنحاء العالم العربي أنني أعرف مفهوم السيادة الوطنية والكرامة الوطنية”.
وفي 5 أغسطس/ آب ، قال قرداحي ، الذي لم يتم تعيينه في هذا المنصب في ذلك الوقت، خلال برنامج تلفزيوني، تم بثه في أكتوبر، إن الحرب المدمرة على اليمن كانت عملاً عدوانيًا من السعودية والإمارات، ووصف الحرب بأنها «عبثية»، قائلا إنها يجب أن تتوقف لأنه يعارض الحروب بين العرب.
وذكر أن “قوات الجيش اليمني (التابع للحوثيين) والمقاتلين المتحالفين معهم من اللجان الشعبية كانوا “يدافعون عن أنفسهم … ضد اعتداء خارجي”، وأن “المنازل والقرى والجنازات والأعراس كانت تقصف”.
وأثارت تصريحاته اللاذعة في البرنامج غضب الرياض ودفعت السعودية لطرد السفير اللبناني وسحب سفير المملكة من بيروت، وتضامنا مع الرياض، اتخذت الكويت والبحرين والإمارات إجراءات مماثلة.
كما حظرت الرياض جميع الواردات من الدولة الفقيرة.