وجّه الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني السعودي يحيى عسيري رسالة مهمة إلى دولة قطر بشأن الأنباء الواردة عن مقتل الناشطة نوف المعاضيد.
وقال عسيري عبر صفحته على “تويتر”: “نُذكر قطر أن التقدم والتحضر يكون بحفظ الحقوق والحريات وحماية أبناء الشعب وضمان مشاركتهم وضمان حمايتهم وحماية حقوقهم”.
وأكد أن “المجاراة مع السعودية والإمارات سيخلق منكم دولة متخلفة مثلهما، تابعة لهما كالبحرين”.
وأشار إلى أن “ملف حقوق المرأة في قطر مزرٍ، وكذلك التمييز الذي جرى والاعتقالات الأخيرة”.
وأضاف “إذا بالفعل نوف المعاضيد مست بأذى فإن المسؤولية لا تكون على الأسرة وحدها، بل المسؤولية الأولى والأكبر على السلطات القطرية قبل أي جهة أخرى”.
ولفت إلى أن السلطات في قطر لم ترد أو تتفاعل مع الأسئلة الواردة حول مصيرها حتى اللحظة.
وكان مركز الخليج لحقوق الإنسان قال إن هناك أنباءً عن مقتل المعاضيد على يد أحد أفراد عائلتها مساء الإثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وحمل ناشطون الحكومة القطرية مسؤولية مقتل نوف، بعد وعودها بتوفير الحماية لها قبل عودتها من بريطانيا، ناشرين تغريداتها التي أشارت فيها إلى التهديدات التي تلقتها من أفراد أسرتها، وأخرى تعلن فيها ثقتها في أن أمير قطر تميم بن حمد هو القادر على حمايتها.
وطلبت نوف اللجوء في المملكة المتحدة في عام 2019 لكنها عادت إلى الدوحة مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بعد أن أعطت السلطات القطرية تأكيدات على ما يبدو بأنها ستكون بأمان.
وأصبحت قضيتها، التي سلطت الضوء على التمييز الذي تواجهه النساء في الدولة الخليجية، قضية مشهورة قبل عامين عندما انتشر مقطع فيديو يوثق رحلتها إلى بريطانيا على نطاق واسع.
وفي مارس، ظهرت نوف في “ساعة المرأة” على إذاعة بي بي سي راديو 4، قائلة إنها عانت باستمرار من “الإساءة الجسدية والعاطفية” على أيدي بعض أفراد عائلتها، كما قُيدت حريتها في الحركة.
وفاجأ قرارها بالعودة إلى قطر الكثيرين، وقالت في مقطع فيديو: “عشت حياة طبيعية في المملكة المتحدة، حتى ذلك اليوم عندما شعرت أنني لا أنتمي إلى هناك، وأنني أردت أن أعيش في بلدي الأم، ولكن كان هناك العديد من الصعوبات والمخاوف إذا كنت أردت العودة إلى بلدي”.
وأضافت “ما زلت نفس نوف التي هربت مدافعة عن حقوق المرأة”.
وتحظر قواعد الحكومة القطرية على النساء غير المتزوجات تحت سن 25 عاما السفر إلى الخارج دون إذن من ولي أمرهن.
لذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، عندما كانت تبلغ من العمر 21 عامًا، أخذت نوف هاتف والدها واستخدمت تطبيقًا حكوميًا لمعالجة تصريح الخروج، ثم خرجت من نافذة غرفة نومها لتذهب إلى المطار.
وسافرت أولاً إلى أوكرانيا ثم إلى المملكة المتحدة، حيث طلبت اللجوء.
وبعد وصولها إلى بريطانيا، تحدثت نوف عن حياتها في الدوحة، قائلة إنه “لم يُسمح لها إلا بالذهاب إلى المدرسة والعودة، ويمكنني توقع الضرب”.