أثار غياب الملك سلمان بن عبدالعزيز ( 85 عاما)، المتكرر عن حضور أهم الأحداث والفعاليات واللقاءات الرسمية منذ قرابة الـ500 يوم، جدلا بين الناشطين على تويتر، إذ أرجعها فريق إلى تدهور حالته الصحية، وعزله على يد ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، تمهيدا لتوليه السلطة.
فيما استبعد فريق آخر، فكرة عزل ولي العهد لأبيه، وتحدثوا عن تمسك الملك سلمان بالعرش والسلطة، مشيرين إلى أن تغيبه عن الساحة ليس دليلا كافيا يستند إليه في مسألة عزله، لكنهم اتفقوا مع ما يقال بشأن طمع بن سلمان في السلطة.
الملك سلمان غاب عن موسم الحج، بعكس عادة ملوك السعودية منذ عشرات السنين، ولم يكن في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار المملكة في 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، رغم أنها أول زيارة لرئيس غربي منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
وغاب أيضا عن حضور القمة الخليجية الـ42، التي عُقدت الثلاثاء، 14 ديسمبر/كانون الأول، في الرياض، وناب عنه ولي العهد، في مهمة استقبال الوفود المُشاركة، فيما لم يخرج أي تصريح رسمي من قبل الحكومة السعودية عن أسباب غياب الملك.
كما غاب عن الظهور إبان الاحتفالات بذكرى البيعة السابعة للملك سلمان، والتي أقيمت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، -استنادا على التاريخ الهجري للبيعة الموافق 3 ربيع الآخر-.
وبحسب مراقبين استندوا إلى بيان وكالة الأنباء السعودية، فإن الملك سلمان، يُقيم في قصره بنيوم، الواقعة شمال غرب المملكة منذ 12 أغسطس/آب 2020، مشيرين إلى استقباله لسلطان عمان هيثم بن طارق، خلال زيارته للسعودية في نيوم وليس بالعاصمة.
الناشطة السياسية نورة الحربي، تساءلت في تغريدة على حسابها بتويتر، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، “هل ابن سلمان يسطح الأرضية لتتويج الحكم في الرياض؟”.
واعتمدت الحربي في تحليلها، على تغريدة كتبها صاحب حساب مجتهد المعروف بنشره أخبار من داخل الديوان الملكي، أكد فيه أن الكلام المتداول بشأن استعدادات في الديوان الملكي لإعلان بن سلمان ملكا “صحيحة”.
وأشار مجتهد، إلى أن مستوى الترتيبات التي يجري الاستعداد لها أقرب للأبهة الامبراطورية، مستغربا أن بن سلمان لم يخبر المكلفين بالترتيبات بالموعد المحدد، ولم يتبين إن كان سيتم حقيقة أم مجرد جاهزية للتنفيذ لو مات الملك.
وكان خالد الجبري، نجل المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري، قد أرجع غياب الملك سلمان، عن استقبال ماكرون، خلال زيارته مؤخرا إلى المملكة، إلى احتمالين الأول تدهور صحته والثاني عزله.
ونشر في تغريدة على حسابه بتويتر، صورة تجمع ولي العهد محمد بن سلمان، وماكرون، وخلفهما صوره للملك، قائلاً: “باستثناء صورة على الحائط غاب الملك سلمان عن استقبال الرئيس الفرنسي بدون أي إيضاح من الديوان الملكي لأسباب غيابه”.
وفسر الجبري غياب الملك وعزلته المستمرة لأكثر من سنة بعدم قدرته على مباشرة أعماله والقيام بواجباته، وعزل بن سلمان لوالده عمدا، مؤكدا أنه بدون تفويض معلن من الملك، يعتبر استقبال بن سلمان لماكرون مخالفا لنص المادة الثالثة والستين من النظام الأساسي للحكم.
وعلى النقيض تماما لكل ما سبق، استبعد عضو الهيئة القيادية في حركة خلاص فؤاد إبراهيم، صحة خبر اقتراب ولي العهد من اعتلاء كرسي الحكم، قائلا إن تنازل الملك عن عرشه ليس من سمات شخصيته.
ووصفه في تغريدة له أمس 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، بـ”العصي على التنازل عن العرش إلا أن يكون على نعشه”، مؤكدا أن ذلك لا ينفي رغبة بن سلمان الجامحة في تولي مقاليد الحكم رسميا، وبشكل عاجل ليُحبط فرص أعدائه في الإطاحة به.
يذكر أن الملك سلمان تولى حكم الدولة السعودية عام 2015، عقب وفاة أخيه غير الشقيق الملك عبد الله، وفي يونيو/حزيران 2017، أمر ولي العهد حينها الأمير محمد بن نايف، بالتنازل عن ولاية العهد لنجله بن سلمان، الذي يتصدر المشهد السياسي بقوة منذ وصوله لولاية العهد.
وقاد بن سلمان عقب شهرين من توليه ولاية العهد حملة اعتقالات واسعة، طالت دعاة وأكاديمين وناشطين واقتصاديين، وإصلاحيين، في حملة وصفت إعلاميا بأنها مسعى قوي لبسط السلطة والنفوذ والتخلص من المعارضين، استكملها باغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2018.