استنكر ناشطون قرار القضاء المغربي الصادر أمس الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، بتسليم الناشط الإيغوري إدريس حسن، قسريا إلى الصين، حيث يتعرض لخطر التعذيب، لأن الأقليات العرقية في الصين خاصة الإيغور يواجهون اضطهاد ممنهج، الأمر الذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي.
وأدنوا خلال مشاركتهم في حملة #إدريس_حسن، اليوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، السلطات المغربية، مطالبين بإنقاذ حسن الذي أُلقي القبض عليه بالمغرب، عقب قدومه من تركيا، بناءً على مذكرة اعتقال صينية قامت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) بتوزيعها.
وحذّر ناشطون من الخطر الذي يتعرض له حسن، مذكرين المغرب بتسليمها للناشط السعودي أسامة الحسيني، في 13 مارس/آذار 2021 رغم المخاوف التي أثيرت بشأن الخطر الذي يتعرض له داخل السجون السعودية بسبب آراءه السياسية التي تنتقد الحكومة.
إدريس حسن، البالغ من العمر 34 عاماً، هو أب لثلاثة أطفال، قبضت عليه السلطات المغربية فور وصوله قادما من تركيا في يوليو/تموز الماضي، حيث يعيش هناك منذ 2012، ونُقل إلى سجن بالقرب من بلدة تيفلت.
وفي تغريدة اليوم، شاركتها منظمة العفو الدولية، على الوسم، قالت إن تسليم حسن الوشيك إلى الصين يوازي الإعادة القسرية إذ يواجه خطر التعذيب فور عودته إلى بلاده بعد قرار المحكمة المغربية بترحيله إلى الصين.
وأكدت الناشطة الحقوقية حصة الماضي، أن السلطة المغربية يجب عليها عدم تكرار فعلتها التي وصفتها بالشنيعة لأن تسليم حسن يعني قتله في معسكر التعذيب الصيني، مُشيرة إلى تسليم المغرب للمعارض السعودي أسامة الحسني، إلى سلطات بلاده القمعية واختفاءه من بعدها.
وأدان حسين القحطاني حكومة المغرب في قرار تسليمها حسن إلى الصين ليلقى مصيره تحت التعذيب، قائلا إن كانت بالإسلام فالمسلم أخو المسلم، وإن كانت بالعروبة فالعربي يموت ولا يسلم ضيفه.
واستنكر الباحث في السياسة الشرعية وعلاقات الدول العربية محمد أمين، قرار المحكمة المغربية بترحيل حسن، إلى الصين على عكس القرار المتوقع بالاستجابة لإطلاق سراحه، مشيرا إلى مناشدات الجمعيات والمنظمات أفراد وجماعات، للحكومة المغربية.
وتساءلت زهراء الفردوس: “كيف يتم تسليم مسلم لا دليل إدانة عليه لدولة ديكتاتورية مثل الصين، داعية إلى إعادته إلى تركيا مقر إقامته بدلا من تسليمه وانتظار إعدامه .
واعتبر محمد هنيد، أن تسليم الناشط الإيغوري جريمة في حق ناشط مسلم.
رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، وصف مواقفة القضاء المغربي على تسليم الصيني “ادريس حسن” إلى بكين، رغم إجماع العالم على وحشية قمعها للإيغور، بالخبر المروع، مشيرا إلى أن كل تهمته أنه يدعم حقوق الإيغور الثقافية.
وناشد العاهل المغربي “أمير المؤمنين” التدخل لإلغاء هذا القرار الخطير والمسيء للمغرب الشقيق.
مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية جوان مارينر، قالت إن على السلطات المغربية أن تضمن وصول إدريس حسن إلى محامٍ على الفور للطعن في أي أوامر ترحيله، والسماح لأسرته بالاتصال به لضمان سلامته.
ويُعاني مئات الآلاف من الرجال والنساء المسلمين في منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم في الصين، من الاعتقال الجماعي التعسفي والتلقين العقائدي والتعذيب.
السلطات الصينية تنفذ إجراءات متطرفة منذ 2017 لاستئصال المعتقدات والتقاليد الدينية الإسلامية، تحت غطاء مكافحة الإرهاب، مستهدفة الأيغور والكازاخ والهوي والقرغيز والأوزبك والطاجيك.
وسبق أن سلّمت السلطات المغربية قبل ذلك أسامة الحسني إلي السعودية، وهو أكاديمي والده مغربي، ويحمل الجنسيتين السعودية والأسترالية، وكان يعمل مستشاراً لوزير العدل السعودي، وأستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز، وإماماً وطالباً في أستراليا، وداعية في بريطانيا.
وحصل الحسني، على دكتوراه في مجال نظم المعلومات.ويْعد تسليم الحسني من قبل السلطات المغربية للسعودية انتهاكاً لالتزامات المغرب باتفاقية مناهضة التعذيب الموقعة عليها، والتي تستلزم عدم تسليم أي شخص لأي دولة من المرجح أن تعرضه لخطر التعذيب.
ووصفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قرار محكمة مغربية بتسليم الحسني بـ”الجائر“، ويُعرّض حياته للخطر؛ لما عُرف عن النظام السعودي عدم التسامح مع المعارضين.