رصد تقرير لصحيفة “ديلي صباح” التركية تصاعد الصراع بين أبوظبي والرياض وجماعة الحوثي في انتزاع محافظة مأرب اليمنية.
وترى الصحيفة أن الحرب في اليمن تصاعدت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، حيث تعمل جماعة الحوثي على تعزيز قدراتها الحربية غير المتكافئة على جبهات عديدة.
ولجأت جماعة الحوثي لاستخدام الصواريخ الباليستية والمسيّرات القتالية بدون طيار ضد المملكة العربية السعودية ومعاقل الحكومة اليمنية الشرعية.
كما بدأت جهود تقسيم اليمن في المحافظة الجنوبية بينها مدينة مأرب لصالح دولة الإمارات، حيث تتردد الشعارات التي تدعو إلى اعتماد مسمى “جنوب اليمن” التي تضم محافظة مأرب.
وترى الصحيفة التركية أن الإمارات تستمر في تعميق الشرخ بين حكومة عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، بينما لا يزال الصراع بين المحافظات الشمالية مضطربًا كما كان دائمًا بعد أن تصاعد مؤخرًا.
وبحسب “ديلي صباح”- يبدو أن هناك سببين رئيسيين وراء تصاعد الصراع بين الحوثيين والقوات المناهضة لهم في المحافظات الشمالية، فبهذه القوة الهائلة يمكن تصنيف السبب الأول على أنه محلي – وطني والآخر إقليمي – دولي.
فعلى المستوى المحلي؛ نتج التصعيد عن زيادة العمليات العسكرية للحوثيين واستراتيجيات الترهيب وغيرها من جهود الترويج للحرب التي تستهدف محافظة مأرب لا سيما منذ بداية فبراير 2021.
فيما يتلخص السبب الإقليمي الثاني بالهجمات الحوثية المتتالية على أراض سعودية ومنشآت نفطية ومناطق سكنية فضلاً عن التوطيد التدريجي للعلاقات الاستراتيجية بين الحوثيين والنظام الإيراني.
وفي هذا السياق، ترتبط معركة محافظة مأرب بقوة بالاستراتيجية العسكرية والسياسية للحوثيين في اليمن، لكن من ناحية أخرى تتشكل عمليات التوغل في الأراضي السعودية والاصطفاف المتشابك بشكل متزايد بين الحوثيين والنظام الإيراني من خلال الظروف السياسية الإقليمية والدولية أيضًا.
وتشير الصحيفة إلى أن العقوبات المالية والسياسية المفروضة على إيران في ظل إدارة دونالد ترامب هدفت إلى إضعاف تداعيات ومدى وصول الاستراتيجيات غير المتكافئة للنظام الإيراني فضلاً عن دفاعه في الشرق الأوسط الكبير.
كذلك فإن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الأخير إلى جانب حقيقة أن خصوم إيران في الخليج أصبحوا في قلب الموقف واصطفاف المناهضين لإيران في الشرق الأوسط دفع إيران على الأرجح إلى الاعتماد أكثر على مسلحة إيران الإقليمية والمحلية الميليشيات في محافظة مأرب.
ويعود بروز محافظة مأرب إلى أسباب جيو-اقتصادية وجيوسياسية، إذ يمكن الإشارة إلى المدينة من وجهة نظر جيو اقتصادية على أنها مركز موارد النفط والغاز الطبيعي في اليمن.
كما ينظر الحوثيون إلى محافظة مأرب كمصدر للدخل الاقتصادي بسبب مواردها الطبيعية.
لذلك يسعى الحوثيون إلى توسيع منطقة نفوذهم في المحافظات الشمالية شرقاً وجنوباً بهدف استغلال الموارد الاقتصادية في المناطق التي يسيرون نحوها.