الرأي الآخر
    الأكثر مشاهدة

    التواضع والتسامح دليل الوعي

    27 مايو، 2022 سلايدر مقالات الرأي

    السعودية تؤكد منع سفر رائف بدوي 10 سنوات

    16 مارس، 2022 خليجي سلايدر

    اليابان تضغط على الإمارات لتحقيق استقرار بسوق النفط

    16 مارس، 2022 خليجي سلايدر
    Facebook Twitter Instagram
    Facebook Twitter Instagram YouTube
    الرأي الآخر
    • الرئيسية
    • خليجي
    • عربي
    • دولي
    • تقارير خاصة
    • الصحافة
    • مقالات الرأي
    • وسم الرأي
    الرأي الآخر
    الرئيسية»الصحافة»عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا!
    الصحافة

    عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا!

    27 ديسمبر، 2021
    Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp Email
    قيود الاستبداد
    مشاركة
    Facebook Twitter LinkedIn Email WhatsApp

    كتب: حسان الأسود

    ليس الاستبداد حالة عَرَضيةً في مجتمعات البشر، بل كان منذ فجر التاريخ حالةً شبه سائدة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وحتى على مستوى الوحدات الأقل اتساعاً من المجتمع، مثل القبيلة والعشيرة والعائلة. وعندما طوّر البشر تنظيماتٍ حِرْفِية قائمة على وحدة المهنة أو الحِرفة، كان الاستبداد مستنداً إلى رؤيةٍ تراتبيةٍ صنعتها التراكمات الزمنية تحت غطاء اسمه الخبرة أو معرفة الأصول أو التقاليد المتوارثة. فقط عندما بدأ العلم يكتسح مجالات المعرفة البشرية بات بالإمكان القول إنّ الديمقراطية بدأت تُخلخل بنيانَ الاستبداد، لأنّ العلم لا يعطي حقائق ثابتة، بل نظرياتٍ قابلة للإثبات، ولأنّ جوهر النظريات قائمٌ في قابليتها للنقض والدحض مثل قابليتها للإثبات.

    وربّما أمكن اعتبار الاستبداد امتداداً لقوانين الطبيعة المتمثلة في الصراعٍ المستدام ضمن دورة الحياة البيولوجية من أجل استمرار الأنواع. لكن هذا يعني أنّ المجتمعات البشرية لم تخرج من حيّز المملكة الحيوانية، ولا من أفقها البيولوجي المحدود، أو كأنّها لم تُكرّم بالعقل الممنوح من الخالق، أو أنها لم تتطوّر لتصنع فارقاً يميّزها عن محدودية الحاجات وينقلها إلى آفاق الفكر. هذا التناقض في فهم البشر ذواتهم، ثم قبولهم بالتراتبية المفروضة بالقوة من خارجها، يجعل التأمل في أسباب بقاء الاستبداد أمراً واجباً على الدوام.

    توافقَ البشرُ عبر الزمن على الذهب والفضة معترفين بقيمتهما وسيطين يحملان ضمناً القابلية لمعايرة غيرهما من المواد، وهذا ما مكّنهم لاحقاً من اختزال القيم الماديّة بالنقد، وقد تطوّرت هذه المفاهيم لتصل بنا في نهاية المطاف إلى السوق الرأسمالي الحالي. لم تقتصر معايرة القِيم بالذهب على الأشياء فقط، بل عمد البشر إلى تقييم القضايا الإنسانية التي تخصّهم، فكانت الأجورُ والرواتبُ المُهور والديّات والغرامات بمثابة تقييم لمسائل لا تُوزن ولا تُعدّ ولا تُكال. اعترافُ البشر بقيمة الأشياء، وافتراضهم وجود معادلاتٍ لها قادرة على قياسها، هو ما جعل الحيازة أو الملكية أمرا مرغوبا، فالملكية الخاصّة لا تعني شيئاً من دون الاعتراف الاجتماعي بها، أي من دون تقديرها وإعطائها القيمة المفترضة بها ضمناً، والتي تجعلها ليس فقط قابلة للحيازة، بل ومحلّ اهتمام وسعيٍ دائمين.

    وفي خضمّ سعي البشر إلى تثبيت حيازاتهم وملكياتهم الخاصة، تطوّرت الحدود بين من يملك ومن لا يملك. وهكذا بدأ البشر يرسمون لأنفسهم قواعد تنظّم الحقوق والواجبات. وبعد أن كانت حرية الإنسان البدائي كامنةً في الطبيعة، باعتبارها متوافقةً مع شكل حياته البيولوجي، باتت حرّيته مرتبطة بالاجتماع، أي بتموضعه ضمن الجماعة البشرية التي بدأت تخرج من فطرتها التي تتماثل فيها مع مملكة الحيوان، لتصل به إلى مصافّ جديدة يحكمها العقل بكل تفاصيله، بإيمانه بالخرافات والأساطير بدايةً، ثم بهدايته عبر الرسالات السماوية، وتالياً بالمنطق والفلسفة، وأخيراً بالعلم الذي بدأ يصبح كأنه دين العقل الجديد، وليس فقط طرق الإنسان للبحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة.

    عندما توسّعت مدارك الإنسان، وعندما وجد في استغلال قوّة عمل أخيه الإنسان وسيلة للرفاهية، وعندما ازدادت شراهة المالكين للمزيد من الملكية، بدأت السلطة بالظهور والتركز، فتوسّعت قدراتهم عبرها، وأخذت حرياتهم معانيها المسيطرة، بينما تقلّصت حريات من لا يملك من باقي البشر المحكومين. ولفرض الخضوع لهذا الاختلال بين البشر، كان لا بدّ من الظلم. طاول الظلم عبر العصور جميع الفقراء، وكانت الجنانُ الموعودة أملهم في التخلص منه، أو هي التعويض النهائي في الحياة الآخرة. ولكن، ليس كل الفقراء خانعين، ولم يخلُ التاريخ البشري من شواهد على الثورات ضد الظلم، من ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس إلى آخر ثورات العصر الراهن ضد بشار الأسد وأمثاله.

    لكنّ الثورات، مثل المُلكية الخاصّة، لا تعني شيئاً إن لم تحُز على اعتراف واسع من قوى المجتمع المعني بها. هذا ما حصل في الثورتين السورية والمصرية على الأقل، فقد بقي جزءٌ كبير من المجتمعين، السوري والمصري، بعيدين عن اتخاذ موقف حاسم مع الثورة ولصالحها.

    وعلى الرغم من وجود فرق كبير جداً بين ردّة فعل السلطة السياسية والجيش وأجهزة الأمن بين البلدين، إلا أنّ النتيجة النهائية كانت شبه متماثلةٍ فيهما. في مصر، عاد العسكر إلى صدارة المشهد بعد انحناءة ذكيّة وقصيرة المدى أمام العاصفة الشعبية، بينما بقي الأسد على قمّة عرش الدم والدمار على الرغم من حتف الجميع.
    يبدأ المرء بالتشكيك بنفسه عندما يشعر بالهزيمة، كذلك تفعل الجماعات والشعوب. هنا تتحوّل الطاقات الكامنة في النفس البشرية التوّاقة للمساواة والحريّة والتفرّد، إلى عناصر تثبيط وتشاؤم وانكسار.

    يبدأ الإنسان بالتفكير بصوابيّة اختياراته، عندما يصطدم بالعقبات التي تعترضه، فإذا ما كانت الاختيارات جماعية، كحالة الثورات التي تقوم بها الشعوب أو بعض فئاتها الاجتماعية، ضدّ الحكام المستبدّين، فإنّ الانكسارات تكون أكبر، لأنّ الهزيمة هنا لا تقف عند حد الذات الفردية، بل تتسع لتشمل المجتمع كلّه والأمّة ذاتها، خصوصا إذا ما ترافق ذلك بعنفٍ مستطيرٍ ينتج عنه، بشكل أو بآخر، تشتيت المجتمع وتذرير كيانات أفراده خارج إطار وحداتهم الاجتماعية المعتادة.

    تبدأ الثورات من وصول جماعةٍ أو جماعاتٍ متشابهة في المجتمع إلى إحساسٍ شديد بالظلم، يترافق مع قناعةٍ باستحالة التغيير نحو الأفضل باتباع الطرق المعتادة، أو بانسداد أفق التغيير التراكمي. أي إن الثورات تبدأ بحالة تضامنٍ جماعيّ ضدّ الاستبداد، وإذا ما استطاعت الجماعة أو الجماعات الثائرة أن تُنتج نخبتها القادرة على تمثيلها، فإنها تختصر نصف المسافة نحو النصر، لأنها تكون قد حققت بعض الشروط الذاتية للتغيير، فإذا ما كانت الشروط الموضوعية مساعدةً على الانتقال، فإنّ الفوز يصبح أقرب أكثر فأكثر.

    هنا يقترب الفرد من المجموع بشكل واضح، لأنه يجد فيه ذاته، ويتلقّى منه الحماية والرعاية والتمثيل. تبدأ في مثل هذه الحالات عاداتٌ جديدةٌ وعلاقاتٌ نوعيةٌ بالتبلّور، فالنجاح في تحقيق التغيير يُطلق الطاقات الكامنة ويحرّر الأفكار ويفكّك القيود.

    ولكنّ الثورات لا تسير نحو النصر دائماً، وأحداث التاريخ مليئةٌ بأمثلة الثورات الفاشلة أو المغدورة، فإذا تعثّرت الجماعة في سعيها وانهزمت لسببٍ أو لآخر، فإنّ أفرادها ما يلبثون أن يتحوّلوا من حالة التضامن الجماعي إلى حالة الخلاص الفردي. هنا يرجع الأفراد إلى وحداتهم الأصغر كالعائلة، لتلقي الحماية والمحافظة على الذات، منطلقين من مبدأ أوْلى لك فأوْلى.

    لكن، ما إن يأمن هؤلاء على حياتهم، حتى يسارعوا مجدّداً للتجمّع ضمن أطرهم القديمة، وهذا ما نراه في تجمّعاتهم الجديدة خارج مدنهم وقراهم بعد الهجرة أو التهجير، حيث يبحث الناس عن العيش بقرب من ألفوهم سابقاً. وهنا تُعيدُ الدورة ذاتها، فترجع العلاقات القديمة والروابط السابقة، بما فيها من رواسب وتراكمات، لتشدّ أزر الجماعة المهزومة، لكنّها تشدّها نحو الماضي لا نحو المستقبل.

    هنا، وهنا بالذات تبدأ هزيمتنا أمام الاستبداد، عندما نسمح له باسترقاقنا مقابل النجاة بذواتنا. يسقط بعض منّا في مسار الصراع الطويل، وتنجو الغالبية العُظمى. لكنّ النجاة بالجسد لا تعني النجاة بالروح، فالهزيمة هي أن نعتبر ذواتنا منفصلةً عن مجموعنا، وأن نقبل العودة إلى ما كنّا عليه قبل ثورتنا، فإذا لم ندرك هذا التناقض بين البقاء والفناء، وإذا لم نعمل على هزيمة الاستبداد في داخلنا، فسنبقى مطايا للمستبد، وسنبقى عبيداً له ولذواتنا الفردية.

    الاستبداد التمثيل الثورات القضايا الإنسانية القيود
    مشاركة. Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp Email
    المقالة السابقةالإفراج عن المعتقلين.. هل يكون قريباً؟!
    المقالة التالية الطيران الروسي يستهدف معرة مصرين بسوريا بـ 4 غارات جوية

    إقرأ أيضا

    غضب متصاعد عقب تأييد القضاء الهندي حظر الحجاب في المدارس والجامعات

    15 مارس، 2022

    استشهاد شاب فلسطيني.. وقوات الاحتلال تواصل اعتداءاتها

    6 مارس، 2022

    الاحتلال يقتحم حرم جامعة القدس وينفذ حملة اعتقالات

    5 مارس، 2022

    المعارضة السورية تطالب بمزيد من العقوبات على الأسد

    5 مارس، 2022

    اترك تعليقك إلغاء الرد

    مختارات

    أطول حرب في تاريخها.. أمريكا تبدأ الانسحاب من أفغانستان

    25 أبريل، 2021 دولي سلايدر

    108 ملايين جنيه إسترليني لجوشوا وفيوري مقابل اللعب في السعودية

    25 أبريل، 2021 خليجي

    “ديلي ميل”: لماذا يفلت محمد بن سلمان من ضجة التسريبات مع بوريس جونسون؟

    25 أبريل، 2021 خليجي

    السعودية تخطط لحظر العملات الرقمية

    25 أبريل، 2021 خليجي
    إقرأ أيضا
    سلايدر

    التواضع والتسامح دليل الوعي

    27 مايو، 2022

    إن أكثر الناس وعيًا أكثرهم تواضعًا، وأكثرهم تفهمًا للمخالف، وأكثرهم بحثًا، وأكثرهم صبرًا، وأكثرهم تجاوزًا لأخطاء الآخرين، وأكثرهم مغفرة ومسامحة وحبًا، حتى لا يبقى له خصم إلا الجهل والظلم. 

    السعودية تؤكد منع سفر رائف بدوي 10 سنوات

    16 مارس، 2022 خليجي سلايدر

    اليابان تضغط على الإمارات لتحقيق استقرار بسوق النفط

    16 مارس، 2022 خليجي سلايدر

    بوريس جونسون في مرمى الانتقادات بعد إعلانه عن زيارة قريبة للسعودية

    16 مارس، 2022 خليجي سلايدر
    انستجرام
    • منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تصف حكم السلطات #السعودية بالاستبدادي والوحشي، بعد تنفيذها حكم الإعدام في حق 81شخصا قبل أيام.
#إعدامات_السعودية #إعدام81
    • الاتحاد الأوروبيّ في بيانٍ أصدره، يستنكر تواصل استخدام السلطات #السعودية لعقوبة الإعدام عقب تنفيذها إياه ل81 شخصا بتهمة اعتناق المعتقدات المنحرفة.
    • 3 شـ.ــ.ــهداء فلسطينيين وإصابة العشرات برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في ساعة واحدة صباح اليوم الثلاثاء.

#الرأي_الآخر
    • حساب معتقلي الرأي، المختص بمتابعة أحوال معتقلي الرأي في السعودية، يكشف عن سبب إفراج السلطات السعودية على المعتقل السياسي د. عبد العزيز الزهراني.

#الرأي_الآخر
    • المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باتشيليت، تندد بمجزرة الإعدام التي ارتكبتها السلطات السعودية، وتكشف عدم وجود محاكمة عادلة لبعضهم.

#الرأي_الآخر
#السعودية
    • الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية في #اليمن عادل الحسني، يؤكد لـ "#الرأي_الآخر" أن تفعيل #الإمارات للذباب الإلكتروني لتحسين صورتها في #اليمن، لن ينطلي على وعي الشعب اليمني الذي كشف كل جرائمها.

تفاصيل أكثر عبر موقعنا:
https://raiakhr.com/?p=27305
    • الأكاديمية #السعودية د. حنان العتيبي ترصد لـ”الرأي الآخر” رسائل بن سلمان من وراء إعدامات مارس.

تفاصيل أكثر عبر موقعنا:
https://raiakhr.com/?p=27303
    • الأمين العام لحزب التجمع الوطني د. عبد الله العودة، يؤكد أن إعدام السلطات السعودية لـ٨١ شخصا دليلٌ على استبداد بن سلمان الذي استغل انشغال العالم لينفذ مجزرته البشعة.

تفاصيل أكثر عبر موقعنا:
https://raiakhr.com/?p=27265
    • رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، يؤكد في مساحة صوتية عبر تويتر، أن مشهد الإعدامات في السعودية مكشوف ويسيء لها بالدرجة الأولى.

تفاصيل أكثر عبر موقعنا:
https://raiakhr.com/?p=27265

    تابعنا!

    منصة إخبارية تلتزم بمعايير الدقة والحيادية والموضوعية من خلال تغطية دقيقة للأحداث،تهتم بمنطقة الشرق الأوسط خاصة دول الخليج العربي.

    راسلنا عبر البريد الالكتروني : info@raiakhr.com

    تصنيفات
    • الصحافة
    • تقارير خاصة
    • خليجي
    • دولي
    • سلايدر
    • عربي
    • فيديو الرأي
    • مقالات الرأي
    • وسم الرأي
    تابع أيضا

    وفد أدباء كويتي ينسحب من مهرجان بالإمارات رفضا للتطبيع

    14 يناير، 2022 خليجي

    مع تصاعد التوتر.. الهند تقلل اعتمادها على النفط السعودي بنسبة 36%

    6 أبريل، 2021 دولي

    اعتقال العشرات في الإسكندرية بعد احتجاجهم على الإجلاء القسري

    7 يونيو، 2021 سلايدر عربي
    Facebook Twitter Instagram YouTube
    • الرئيسية
    • خليجي
    • دولي
    • مقالات الرأي
    • وسم الرأي
    2025 © All rights reserved

    اكتب كلمة البحث أو اضغط Esc لإلغاء شاشة البحث