كشفت شبكة “سي أن أن” الأمريكية عن لقاء جمع وزيري الخارجية في السعودية والكيان الصهيوني مؤخرًا، وهو واحد من سلسلة اجتماعات دولية شاركت فيها الرياض إلى جانب “تل أبيب”، فيما يُعتقد أنها محاولة لتمهيد إعلان التطبيع بين الجانبين.
وأوضحت الشبكة أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن استضاف اللقاء المذكور عبر “الفيديو كونفرنس” قبل 9 أيام.
ولم يُعلن بلينكن- خلال بيان للخارجية الأمريكية- عن الدول المشاركة في الاجتماع الذي خُصص لمناقشة المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون)، إذ اكتفى بالقول إن عديد وزراء الخارجية شاركوا في اللقاء.
لكن وزير خارجية الكيان الصهيوني يائير لابيد غرّد عن الاجتماع، وكشف عن بعض الدول المشاركة فيه، دون أن يُعلن عن مشاركة السعودية.
وقال لابيد إن كلًا من اليابان والهند والمكسيك وأستراليا وألمانيا و”دول أخرى” شاركت في اللقاء، دون الإشارة إلى حضور الرياض.
ولم يصدر عن السعودية أي تصريح رسمي بشأن مشاركتها في اجتماع إلى جانب الكيان الصهيوني.
ونقلت شبكة “سي أن أن” عن مسؤول سعودي- لم تسمه- تأكيده أن وزير الخارجية فيصل بن فرحان شارك في الاجتماع.
ورغم عدم وجود علاقات رسمية بين السعودية والكيان، إلا أن تقاريرًا غربية تقول إن الرياض تسير على خطى الإمارات والبحرين قبل إعلانهما التطبيع العام الماضي.
وتشير التقارير إلى أن الرياض تعمل ذلك من خلال المشاركة بفعاليات إلى جانب الكيان، واستقبال وفود يهودية، بالإضافة إلى تدابير غير سياسية، مثل سفر الوفود الأكاديمية والدينية، وإرسال الرياضيين للكيان لتقليل الحساسيات وتهيئة الرأي العام للتطبيع.
وفي الشهر الماضي، قال السفير الأمريكي السابق لدى الكيان ديفيد فريدمان لصحيفة “واشنطن تايمز” إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت قريبةً جدًا من إقناع الرياض بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع.
وخلال شهر أكتوبر الماضي، زارت مجموعة من نحو 20 من القادة اليهود الأمريكيين السعودية لدفع التطبيع مع الكيان، وقال أحد أعضاء الوفد إن الرياض مستعدة للانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم” قريبًا.
والتقى القادة اليهود مع كبار المسؤولين في المملكة، بمن في ذلك ستة وزراء في الحكومة وأعضاء من العائلة المالكة.
وقال رجل الأعمال اليهودي الأمريكي فيل روزين، عضو الوفد وصديق شخصي لرئيس وزراء الكيان السابق بنيامين نتنياهو، إن المملكة يمكن أن تنضم إلى “اتفاقات إبراهيم” قريبًا.
وأضاف روزين “المسؤولون السعوديون يجهزون مواطنيهم للتطبيع. إنهم يرون إسرائيل كقوة إقليمية ويعجبون بقدرتها على الدفاع عن نفسها”.
وتابع روزين: “لن أتفاجأ إذا رأينا تطبيعًا في الأشهر أو السنة المقبلة”.
وسبق زيارة الوفد اليهودي، وصول حاخام صهيوني إلى الرياض، ونشر صورٍ ومقاطع فيديو له وهو فخورٌ بزيارته العاصمة السعودية، حيث ظهر وهو يؤدي رقصاتٍ ابتهاجًا بهذه الزيارة في أحد الأسواق الشعبية في العاصمة.
وفجّرت تلك الصور والمقاطع المصورة غضب النشطاء السعوديين، وغرّدوا عبر وسم “حاخام_في_الرياض” في “تويتر”، مطالبين بالتحقيق حول كيفية دخول الحاخام “يعقوب هرتسوغ” أراضي المملكة.
ويقول السعوديون في تصريحات علنية إنه يجب حل القضية الفلسطينية قبل التطبيع، لكن روزين قال: “إن الدولة الفلسطينية ليست شرطًا للتوصل إلى سلام، وإن السعوديين ينتظرون اللحظة المناسبة”.