كشفت صحيفة أمريكية عن المطالب التي سيقدمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد إعلان الأخير عن عزمه زيارة السعودية في فبراير/ شباط المقبل.
وقال أردوغان في مقطع فيديو، أمس الإثنين، إنه سيزور السعودية الشهر المقبل، في وقت تتطلع فيه القوى المتنافسة في الشرق الأوسط للتغلب على سنوات من التوترات التي بلغت ذروتها بعد اغتيال فريق إعدام سعودي الصحفي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
وقد يتيح الاجتماع فرصة للتغلب على المشاكل التي أفسدت العلاقة بين اثنين من أكبر اقتصادات المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين القطريين حاولوا دون جدوى جمع أردوغان وبن سلمان معًا الشهر الماضي، عندما مرّا في غضون يوم واحد بالدوحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان سيلتقي بن سلمان بحسابات تتعلق بالمال أكثر من السياسة، إذ يمكن أن تساعد المحادثات مع الرياض في إنهاء مقاطعة سعودية للبضائع التركية، استمرت لنحو عامين.
وشجعت السعودية حملات مقاطعة لتركيا بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك السياحة، وشراء المنتجات، واستهلاك الأطعمة، وبيع العقارات، والتعامل مع الشركات التركية.
وحصلت الحملة هذه على دعم من العائلة المالكة والشخصيات المحسوبة على السلطة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين إقليميين قولهم إن محمد بن سلمان يرغب في أن يتلقى وعدًا من أردوغان بعدم إثارة قتل خاشقجي مرة أخرى، وإقناع وسائل الإعلام التركية بالتوقف عن إثارة الموضوع.
وكان خاشقجي مقيمًا في الولايات المتحدة ومطّلعًا سابقًا على تفاصيل حياة العائلة المالكة، وانتقد ولي العهد في مقالاته بصحيفة واشنطن بوست.
وحدد تقييم استخباراتي أمريكي نشره الرئيس بايدن العام الماضي أن محمد بن سلمان أمر بالعملية التي أدت إلى اغتيال خاشقجي.
وفي الأسابيع التي أعقبت مقتل خاشقجي، سربت وسائل الإعلام التركية المقربة من أردوغان تفاصيل قوضت الرواية السعودية الرسمية وأثارت انتقادات دولية شديدة لولي العهد، مما أثار أكبر أزمة دبلوماسية للمملكة.
وأسفرت محاكمة سرية في السعودية عن إدانة ثمانية مسؤولين من رتب منخفضة في عام 2019، في وقت لم يُعاقب القتلة الحقيقيون.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية قبل أيام عن شهود عيان قولهم إن المتورطين في قتل خاشقجي يعيشون في فيلات فارهة في الرياض.
وذكرت الصحيفة أن ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء من فريق الاغتيال يعيشون ويعملون في مجمع سكني من فئة سبع نجوم داخل مجمع أمني تديره الحكومة في الرياض.
ويُعتقد أن القتلة يقيمون في فيلات ومبانٍ تديرها وكالة أمن الدولة السعودية بعيداً عن جدران سجونها سيئة السمعة.
وقال مصدر الصحيفة وشاهدي العيان إن أفراد فرقة الاغتيال كثيرا ما يزورون صالة الألعاب الرياضية ومساحات العمل في المجمع السكني.