قال الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني السعودي يحيى عسيري، إنه عندما يتعامل مع أطراف سياسية عالمية، فإنه لا يسعى لاستحضار الخصومات والخلافات والاختلافات، وإنما يسعى للبحث عن مشتركات يمكن التعاون حولها لتعزيز حقوق الإنسان ودون خسارة قيمية مقابل ذلك، مشيرا إلى أنه مع هذا لا يحسن الظن في كثير منهم.
وأضاف في سلسلة تغريدات كتبها على حسابه بتويتر اليوم: “أنه يعرف بشكل واضح أن بريق الديموقراطية والحريات في بلادهم لا يستر أبدًا مطامع هيمنة لدى كثير منهم، وغطرسة وغرور لدى كثيرون أيضًا، أحد أسبابها تاريخهم الاستعماري، وسبب آخر في حكامنا الأذلاء الذين يريدون أن يكونوا تبعًا بشكل دائم، ويصروا أن يجعلوا بلدانهم وشعوبهم تابعة أيضًا.
وأكد عسيري، أن المعادلات في عالم السياسة ليست أبيض وأسود، فالسياسي يجب أن يعرف كيف يبني علاقاته، وكيف يبحث عن حلفائه، دون أن يكون خصمًا للجميع، ولا عميلًا لأحد، موضحا أن السياسي سيضطر لبعض الخصومات، وعليه السعي لتجنبها دون تنازلات قيمية، ولكنه يجب ألا يضطر أبدًا أن يرتمي في حضن أحد.
ورأى أن من الفاعلين في عالم السياسة الجاهلين بها من لا يعرف أن يبني حلفاء، فيبحث عن عميل أو خصم، لا يوجد خيار ثالث لفرط الجهل والسفه، ولتوفر العملاء للأسف، وعلى رأسهم قيادات الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن الخيارات البسيطة التي تجعل العالم بين عدو فتلعنه أو حليف تهرول معه وتؤيده مهما فعل خيارات فاشلة.
وأرجع عسيري، هذه الخيارات، إلى السطحية في التفكير، والعجز عن التحليل، وعدم القدرة على التعامل السياسي، قائلا: “لهذا ترى تضخم المحاور وزيادة أتباع المحاور، وترى ضمورًا واضحًا في هوامش المستقلين، أو المدافعين عن الحقوق المتمسكين بها، وقوة ثقة في أتباع المحاور وتسرع في إصدار الأحكام”.
واستطرد: “إننا بأمس الحاجة لوجود نخبة مؤهلة لقيادة العالم، تتمسك بالحقوق، وتستطيع الدفاع والبحث عنها بين تعقيدات المشهد، وقادرة على بناء التحالفات حولها، وتركيز الخصومات حول خصومها، وقادرة على النقد والتحليل والإدراك دون التصنيفات والأحكام الأيديولوجية الجاهزة والمعلبة.
وتابع عسيري: “إننا بحاجة لقيادات ترسخ القيم الأخلاقية التي يتوافق عليها البشر، بعيدًا عن النقاش الفلسفي البيزنطي، وترفض أي احتلال، أو هيمنة، أو استبداد، أو قمع مهما كانت مبرراته ومسمياته، وتخلق تحالفاتها بحذر وبأخلاق، وتنحاز للحقوق بشكل دائم مع تفهم ومراعاة للاختلافات”.