شدوى الصلاح
قال رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي محمود رفعت، إن الإدارة الأميركية تضغط على السعودية بمسألة سحب بطاريات الباتريوت الدفاعية وترفض تزويدها بصواريخ، في أعقاب الحرب التي تشنها على اليمن منذ مارس/آذار 2015، بسبب الخلاف حول كمية النفط المنتج.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن أميركا تريد خفض أسعار النفط عن طريق دفع السعودية لضخ كميات أكبر في الأسواق، بينما ترفض الرياض في الوقت الحالي تنفيذ ذلك وبالتالي تبقى أسعار النفط مرتفعة، مرجحا أن واشنطن تعمل على ترويض السعودية وإرضاخها بحيث لا تزعجها أيضا في المفاوضات النووية الجارية مع إيران.
وأشار رفعت، إلى أن عدم وجود باتريوت وأسلحة دفاعية أخرى يؤثر بشدة على المملكة ومنشآتها النفطية التي تمثل عصب القوة السعودية والتي يعني إصابتها تهديدا للوجود السعودي كدولة، مستبعدا أن يكون الامتناع الأميركي عن تزويد المملكة بصواريخ الباتريوت له علاقة بحرص واشنطن على إنهاء الحرب في اليمن.
وأضاف أن السنة الماضية من حكم بايدن أثبتت أن الإدارة الأميركية ليست جادة من قريبٍ أو بعيد بشأن إيقاف أو إنهاء الحرب على اليمن، كما صرح أثناء حملته الانتخابية ، لافتا إلى أن السعودية ما زالت تواصل تصعيدها على اليمن وفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم التحالف مؤخرا بشأن توسيع العمليات هناك.
وأكد رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، أن السعودية ليس أمامها بدائل، لأن البدائل الصينية لا يمكنها أن تكون فعالة في مواجهة الصواريخ القادمة من خارج الحدود، كما أن الجانب الروسي لا يمكنه تغطية العجز الدفاعي لدي المملكة لأن الجانب الأميركي لن يقبل بدخول سلاح روسي للرياض.
كانت أميركا قد حثت تكتل أوبك بلس (+Opec) الذي يضم مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للبترول وحلفاءها وعلى رأسهم السعودية، على ضخ المزيد من النفط الخام لدعم التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كورونا وتهدئة الأسعار التي بلغت نحو 80 دولارا للبرميل، غير أن أوبك بلس قالت إن السوق لا يحتاج إلى المزيد من النفط.
وكان الكاتب الأسترالي “بيتر إيزاكسون” قد استشهد في مقال على موقع “ذا إنترسسيبت” بالعلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باعتبارها تفسيرًا لارتفاع أسعار الغاز الذي زعزع ثقة المستهلكين وأزعج الإدارة الأميركية.
وأشار الموقع إلى أن بايدن تجنب بشدة قبول إجراء محادثة خاصة مع ولي العهد السعودي، ورداً على ذلك، رفض الأخير الاستماع إلى طلبات الرئيس الأميركي بتوسيع إنتاج النفط لتخفيف التوتر على أسعار النفط العالمية، لافتا إلى أن بايدن برر للجمهور الأمريكي ارتفاع أسعار النفط بسبب حجب الإمدادات من قبل أوبك.
وأضاف: “الحقيقة أن السعودية لديها صوت مهيمن في أوبك وقد جنبت بايدن عناء ذكر الرياض أنها السبب”.