ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية على مدينة صعدة، داعيًا إلى إجراء تحقيق في الهجمات التي أودت بحياة أكثر من 70 شخصا في اليمن.
وقال المتحدث الأمين العام ستيفان دوجاريك، إن “الأمين العام يدعو إلى إجراء تحقيقات فورية وفعالة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة”.
وقصفت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي مركز احتجاز مهاجرين في مدينة صعدة يوم الجمعة.
وأشار بشير عمر، المتحدث باسم الصليب الأحمر في اليمن إلى أن رجال الإنقاذ واصلوا البحث عن ناجين، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 شخص قتلوا وجرحوا، وفقا لإحصاء الصليب الأحمر.
وقال الحوثيون وجماعة إغاثة يوم السبت إن عدد القتلى ارتفع إلى 82 على الأقل.
وقدرت منظمة أطباء بلا حدود عدد الجرحى وحدهم بنحو “200”.
وقال أحمد مهات رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، إن لديهم تقارير عن “العديد من الجثث لا تزال في موقع الضربة الجوية، والعديد من الأشخاص المفقودين”.
وضربت غارة جوية سعودية أخرى يوم الجمعة في مدينة الحديدة الساحلية- تأكدت لاحقًا من صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أنباء أسوشيتد برس- مركزًا للاتصالات السلكية واللاسلكية يعد مفتاح اتصال اليمن بالإنترنت، وحتى صباح السبت، ظل الإنترنت معطلاً.
وتأتي حملة القصف المكثفة بعد أن أعلن الحوثيون عن هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ ضرب داخل العاصمة الإماراتية، يوم الإثنين الماضي، وهو تصعيد كبير في الصراع في اليمن.
وقالت ثماني وكالات إغاثة عاملة في اليمن في بيان مشترك إنها “فزعت” من القتل في صعدة، والذي شمل نساء وأطفال.
وقال جمال بن عمر المبعوث الأممي السابق لليمن، إن الغارات الجوية هي الأحدث في سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية.
وأضاف “لم يكن هناك أي مساءلة على الإطلاق منذ بداية هذه الحرب. إنه فشل ليس فقط من جانب الولايات المتحدة ولكن من جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن”.
وتابع أن “الحقيقة هي أن الأعضاء الخمسة بدلاً من التعاون لمحاولة إيجاد طريقة لإجبار السعوديين على إنهاء الحرب في اليمن وإجبار الأطراف اليمنية على الدخول بحسن نية في عملية سياسية لإنهاء هذا الصراع، كانوا في الواقع يتنافسون على عقود مربحة مع السعودية والإمارات”.
ونفى التحالف بقيادة السعودية تنفيذ الغارة في صعدة.
وزعم المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي أن الحوثيين لم يبلغوا الأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن الموقع ليُشتمل ضمن الحماية من الغارات الجوية.
وزعم أن فشل الحوثيين في القيام بذلك يمثل “نهج الميليشيا المخادع المعتاد” في الصراع.
وأقر التحالف الذي تقوده السعودية بشن “ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيات” حول ميناء الحديدة.
ودخل التحالف الذي تقوده السعودية الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015 لمحاولة استعادة الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد، والتي أطاح بها الحوثيون في العام السابق، لكن الصراع تحول إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع انتقادات دولية للغارات الجوية السعودية التي قتلت مئات المدنيين واستهدفت البنية التحتية للبلاد.
كما اتهم الحوثيون بارتكاب جرائم حرب واستخدام الجنود الأطفال.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن تصعيد الصراع “مصدر قلق كبير” للولايات المتحدة، ودعا جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.
وقالت وزارة الخارجية إنه تحدث في وقت سابق مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بمساعدة حلفاء الخليج على تحسين دفاعهم، وشدد على “أهمية التخفيف من الأضرار المدنية”.