كشفت مصادر عن معلومات تُنشر لأول مرة بشأن حقيقة مقتل اللواء عبد العزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبد العزيز، في 29 سبتمبر/ أيلول 2019.
ونشر حساب “تحقيقات البلدة” على “تويتر” معلومات تفصيلية عما حدث في الأسبوع الأخير من حياة اللواء الفغم، والخلاف الذي أدى إلى قتله.
وقال: “قبل أسبوع من الواقعة قادتنا خيوط المعلومات إلى أروقة الحرس الملكي، حيث شهد عصر أحد الأيام حدوث خلاف بين الفغم وعقيد من قبيلة العجمان”.
وأضاف “تطور الخلاف بينهما حتى بصق الفغم على العجمي بعد أن شتمه الأخير، وهو فعل سرعان ما استغله العقيد العجمي، وقدم شكوى إلى ولي العهد محمد بن سلمان”.
وأشار الحساب إلى أن بن سلمان سارع إلى استدعاء الفغم للمثول أمامه، ثم وبّخه بشدة أمام جميع العسكريين، وأمر بإبعاده عن مرافقة الملك.
وتابع “لم يفهم سبب التصرف القاسي الذي قام به ابن سلمان في التعامل مع الحادث الشخصي الذي جرى بين العسكريين، إلا أنه من الممكن القول إن الحادث نفسه قد يكون بتدبير من ابن سلمان أو أنه استغله لصالحه”.
ولفت الحساب إلى أنه “سبق لابن سلمان إبداء عدم رضاه عن تحركات الفغم، لتقديمه بعض الواسطات للملك متجاهلًا الابن المدلل الذي كان حظر مرور أي طلب للملك إلا بعد موافقته”.
وذكر أن “العقيد العجمي يُعرف بين الموالين لابن سلمان قربه من ولي العهد إلى جانب عدد من العسكريين المنتمين لقبيلة أخواله العجمان، الذين يرتبط بهم عبر والدته الأميرة فهدة آل حثلين”.
وقال الحساب: “بعد أن أصدر ابن سلمان قرارًا بطرد الفغم من حراسة الملك، توجه اللواء لتوديع الملك، الذي لم يكن على دراية بالحادثة، وعند معرفته بخفايا ما جرى أمر الفغم بالبقاء وقاله له: أنت ولدي ومحمد ولدي وبصلح بينكم”.
وأضاف “ثم استدعى ولي العهد لحل الخلاف بينهما، وهو ما زاد من حنق الأمير تجاه الفغم، الذي رأى في هذا التصرف خروجًا آخر عن أوامره وتجاوزًا لمكانة قد اكتسبها بوصفه الآمر الناهي في المملكة”.
الساعات الأخيرة
“بعد مرور عدة أيام على الخلاف، استدعى ابن سلمان رئيس جهاز أمن الدولة عبد العزيز الهويريني، وناقش معه خطة للتخلص من اللواء الفغم إلى الأبد مستعينًا بمرتزقة من بلاك ووتر، الشركة التي وظفها ابن سلمان لتوفير الحماية الشخصية له وتنفيذ بعض المهام القذرة”، وفق الحساب.
وذكر أن “بن سلمان وجه الهويريني بالاستعداد للتخلص من الفغم، وترتيب مسرحية أمام الملك تظهر أن الحادثة ناتجة عن خلاف شخصي، وهو ما حدث في عصر اليوم الذي سبق الإعلان عن مقتل اللواء”.
وتابع “جرى استدعاء الفغم إلى استراحة داخل أسوار قصر السلام، المكان الذي جرت فيه الخيانة، وكان متمركزًا فيها عناصر من بلاك ووتر، أطلقوا النار تجاه الفغم؛ بناء على أوامر سبق أن تلقوها؛ ليرد عليهم الحراس القريبون في المكان ويحدث إطلاق نار بينهم”.
وأكد أن “اللواء المغدور تلقى إصابة بالغة في شريان فخذه، وأصيب في بطنه أيضًا، كما قتل 7 أفراد من الطرفين”.
وأشار إلى أنه “عند انتهاء المواجهة ولاستكمال المسرحية، نُقل الفغم وهو ينزف وفاقدًا للوعي إلى الاستراحة الخاصة التي أعلنت عنها السلطات لاحقًا، ووجه الهويريني ممدوح بن مشعل آل علي أحد أفراد المهمات الخاصة ليكون برفقة الفغم في الاستراحة وصد أي هجوم تتعرض له”.
وأضاف “ليعود ويطلب الهويريني من عناصر المهمات الخاصة اقتحام الاستراحة بحجة تخليص الفغم ويحدث إطلاق النار، ويُقتل ممدوح آل علي ظانا أنه يحمي الفغم”.
وشدد على أن “الفغم توفي فور وصوله للمستشفى متأثرًا بإصابته، بعد أن فقد الكثير من دمه، ثم أخبر الملك بأن الفغم قتل بخلاف شخصي مع آل علي، حيث زار المستشفى لاحقًا عند الساعة 11:30 داعيًا للفغم ومستذكرًا خدماته ومعزيًا أهله”.
وتابع الحساب “ولإنهاء المسرحية أمر ابن سلمان نيابة أمن الدولة بإرغام أقارب الفغم على كتابة تغريدة تؤكد الرواية الحكومية؛ إذ كتب عدد من أقاربه عزاءً موحدًا ظهر بشكل متكلف مكشوف للجميع بأن أصابع حكومية كتبته”.
وختم الحساب التفاصيل بقوله: “أغلق ملف الفغم الرجل الذي أخلص لآل سعود وغدر به أحدهم”.