نقلت شبكة الـ CNN الأميركية، عن مسؤوليين أمريكين، تصريحهم بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على نشر قوات أمريكية إضافية في أوروبا الشرقية.
وأفاد المسؤولين، بأنه سيتم نشر 2000 جندي أمريكي في بولندا وبضعة آلاف بدول جنوب شرق النيتو.
فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ضرورة مواصلة الحديث مع الجانب الروسي بشأن الأزمة الأوكرانية، قائلا إنه ليس هناك دلائل في هذه المرحلة تشير إلى أن روسيا مستعدة للتحرك في أوكرانيا.
وأوضح لودريان للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، اليوم الأربعاء، أن الخطر واضح ووشيك، ولكن ليست هناك معلومات في هذا الوقت حول رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتخاذ أي إجراء.
وفي نفس السياق، ناقش كلا من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبير مستشاري الرئيس التركي إبراهيم قالن، أمس الثلاثاء، التزامهما بردع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا.
وكانت مصادر دبلوماسية تركية قالت الشهر الماضي إن كلا من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على فكرة أن تلعب تركيا دورا في تخفيف التوتر بين البلدين.
وبدوره أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أمله بالتوصل إلى “حلّ للأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، متّهماً في الوقت ذاته واشنطن باستخدام أوكرانيا أداة لجرّ موسكو إلى “نزاع مسلّح”.
واتهم الرئيس الروسي الغرب بتعمّد جر بلاده إلى حرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا، قائلا: “وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق، لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر”.
وأشار إلى أن موسكو لم تتلقَّ جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقا، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997.
وقال بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: “نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية”.
ولفت الرئيس الروسي، إلى المطالب الرئيسية لبلاده ومنها وقف سياسة توسّع حلف شمال الأطلسي والتعهّد بعدم نشر أسلحة هجومية قرب الحدود الروسية وسحب الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي إلى حدود 1997 أي قبل انضمام دول سابقة من الكتلة السوفياتية إلى الحلف.
من جانبه، وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، بشأن استخدام روسيا لأسلحة كيميائية واحتلال دول أخرى بأنها كاذبة وعديمة الأساس.
وأفاد بأن تصريحات ساكي تهدف إلى شيطنة روسيا في نظر الرأي العام الأميركي والمجتمع الدولي، وإنها لم تقدم أي دليل ملموس يثبت صحة مزاعمها.
وتتّهم الولايات المتّحدة روسيا بالإعداد لغزو أوكرانيا من خلال نشر عشرات آلاف الجنود عند حدودها مع جارتها الموالية للغرب، لكنّ موسكو تنفي أن تكون لديها أي نية بالهجوم وتطالب في المقابل حلف شمال الأطلسي بالانسحاب من المناطق المحيطة بها.
ورفضت الولايات المتحدة المطالب الروسية بشأن حلف شمال الأطلسي لكنها تركت الباب مفتوحا أمام إجراء محادثات بشأن مواضيع أخرى مثل نشر صواريخ أو تحديد سقف للمناورات العسكرية، بينما تحضّر روسيا الآن ردّاً على الموقف الأمريكي.
وكانت شبكة بلومبيرغ (Bloomberg)، صرحت بأن الإدارة الأميركية أبلغت الكرملين بأنها مستعدة لأن تسمح لروسيا بالتحقق من خلو قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بولندا ورومانيا من صواريخ توماهوك الهجومية، وذلك في مسعى لتهدئة مخاوف موسكو.
كما طالبت الخارجية الأميركية موسكو بسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، وقالت إنها لم تر بوادر روسية لخفض التصعيد.
ومن المقرر أن يسافر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى أوروبا للاجتماع مع وزراء دفاع حلف الأطلسي يومي 16 و17 من فبراير/شباط الجاري، لبحث التوتر المتصاعد مع روسيا بشأن حشدها العسكري بالقرب من أوكرانيا.
وبنفس السياق وصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الثلاثاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن التوتر المتصاعد على الحدود مع روسيا.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني في كييف، إن مصالح موسكو الإستراتيجية ستواجه عقوبات إذا قامت روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية، محذرا من خطرٍ واضح ووشيك بحصول تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.
من جانبه، قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إن الصراع مع روسيا يعني حربا واسعة النطاق في أوروبا، كما وصف زيلينسكي بدء التصعيد الروسي ضد بلاده بالمأساة.
وصرح جونسون قبيل الزيارة بأن بلاده “ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة أولئك الذين يسعون لتدميرها”، حسب تعبيره. كما دعا روسيا إلى التراجع، والدخول في حوار للتوصل إلى حل دبلوماسي، وتجنب المزيد من إراقة الدماء، حسب قوله.